الأم السورية وسوريا الأم
علاقة الحب والتضحية

ليس أجمل من يوم الربيع يوم الاعتدال الربيعي مناسبة ليكون عيدا للأم الأم التي تجزل العطاء تماما كما تفعل الطبيعة في تألقها أيام الربيع فعيد الأم الذي نحتفل به السوريون اليوم يعني لهم الاحتفال بالام التي أنجبت وربّت وتعبت كما يعني لهم الارتباط بالأرض والوطن الأم حبا وعملا وهدفا ففي  كل أنحاء العالم عيد الأم واحد لكنه  في سوريا مختلف لأن الأم السورية وسوريا الأم لامثيل لهما فالأم السورية التي ضحت بأغلى مايحبه الإنسان ضحت بفلذة كبدها لأجل أن يبقى الوطن زفّته شهيدا مزغردة تمسح الدمعة بالصبر والايمان وكتبت بتضحيتها هذه وصبرها أسطورة العصر التي ترقد بين أضرحة تتكلل بالمجد وتتعطر بالغار رسّخت بعطائها هذا معاني البذل والتضحية هي التي جمعت الأبناء على حب الوطن وغرست فيهم قيم المحبة والسخاء فأثمرت اليوم ملاحم تروي بطولات أبنائها التي أدهشت العالم فقد أثبتت الأم السورية خلال حرب عمرهااثني عشر عاما  أنها وطن يتربع على عرش وطن فكان لزاما علينا تبجيلها و الانحناء أمام قلبها النابض بالوفاء والحب لأنها أيقونة مقدسة حولت المأساة إلى حالة من التحدي و الصمود فهي أم الجريح والمخطوف والمفقود وأم الشهيد التي حملت صورته رافعة إياها كراية نصر وشهادة ميلاد جديد للوطن لسان حالها يقول رغم الحرقة وألم فراق قطعة من قلبي إلا أنني على يقين أن وطننا لا يحميه الا أبناؤه لتكون بعنفوانها وصبرها ابنة عشتار أم المحبة والسلام لتواصل الطريق عبر تنشئتها وتربيتها في إعمار الوطن وبناء مستقبله فسورية الأم رحم الحضارة والوجود تطل على غد مشرق بالأمل والعمل بسواعد أبنائها الذين انجبتهم وربتهم أعظم الأمهات فكل عام والأم السورية وسوريا بألف خير.
إعداد مجد حيدر