الأديبة غادة فؤاد السمان لـ سانا: الكتابة يجب أن تحمل قضايا المجتمع.. والمشروع الصهيوني يستهدف تدمير الثقافة الأصيلة

الأديبة غادة فؤاد السمان كتبت الشعر والبحث الأدبي والمقالة والدراسة وتجلت النزعة الوطنية في كتاباتها التي تفردت بكشف ما تحيكه الصهيونية ضد الثقافة العربية.

وفي حديث لـ سانا قالت السمان: “الكتابة بالنسبة لي حيّز وجود لا واجهة عرض في حياة فيها مجمل قناعاتي ورسائلي، وحسب الحالة أختار الحلبة التي أبدأ فيها مناوراتي وصراعاتي الوجودية”.

وبينت السمان أن الأجناس الأدبية التي تكتبها تعبر فيها عن الحالة التي تتناسب مع الجنس الأدبي الذي تنتقيه، ولا سيما أن هذه الأجناس تلتقي وتترابط كلها في هدف خدمة الإنسانية.

وأضافت السمان: “أحفر في الأعماق وأنبش ما أختاره بحكمة وحنكة وثبات، فالكتابة ليست لملء الصفحات، بل لامتلاء المعاني ورصد الأهداف، وأهدافي ليست محصورة في هندسة العلاقة بين الذكر والأنثى، وليست مرصودة لخلط العناصر الجمالية في بعضها ككثير من النصوص المجانية التي تضع خلطاتها للهذر وليس للهدف.. لأن التاريخ لا يرحم، فلا بد من كتابة ما يقدم شيئاً بهيا عن الحاضر بأسلوب أكثر رقيا وحضورا”.

ما يهم السمان في الكتابة: “أستهدف كل التفاصيل التي تشكّل الحياة اليوميّة.. لهذا لا فرق سواء كتبت الشعر أو النثر أو المقالة.. والمتلقي بوسعه أن يتبين درجة الشعور الحادة أو الفاترة”، مشيرة إلى أن الكتابة لم تعد مجرد هواية أو موهبة بل مسؤولية ومهنة ومصدر رزق أيضاً، ولا بد لها من حمل قضايا المجتمع بأكمله.

وعن كتابها إسرائيليات بأقلام عربية الصادر قبل عقدين من الزمن، قالت السمان: “هو الأول من نوعه والذي واجه حقيقة الوجوه الثقافيّة العربية البراقة والتي امتلكت نجومية خارقة لغايات تتضح اليوم تباعاً في العلاقات الإسرائيلية- العربية والتي لم تعد خافية على أحد”.

وأضافت: “هذه الوجوه المكرسة كانت جزءاً من المشروع الصهيوني الكبير للهيمنة على المنطقة العربية، ليس عن طريق السلاح والحروب والمطاحنات العسكرية بل عن طريق الثقافة البديلة وتدمير الثقافة الأصيلة”.

وبينت السمان أن الجميع يكتشف الآن نتائج ما فعله المتآمرون، فكانت الهجمة الأولى على المبادئ والمثُل والقيم والأخلاق والتقاليد والعادات والخصوصية والمعتقدات والموروث، ثم القضاء على الترابط الأسري والإنساني والفكري، فلم يعد التفكير في المصير المشترك محور الكيان العربي، بل أصبحت الفرديّة والأنانية وعدم الاكتراث بالغير وعدم احترام الآخر وتفكيك روابط المحبة.

ورأت السمان أن كتابها (إسرائيليات بأقلام عربية) يملك نظرة استباقيّة لكل ما وصلت إليه أحوالنا، مشيرة إلى أن ما تعرضت له سورية جاء نتيجة سياساتها الرافضة للمشروع الصهيوني وتصديها ومقاومتها له.

وعما يكتب من بحوث في الوقت الراهن اعتبرت السمان أنها تراجعت عما مضى، فهي تحتاج إلى دراسة وتوثيق، والراهن غالبا ليس حقيقيا فالشهادات مجانية، والتسميات منها ما يباع بمساعدة وسائل التواصل الاجتماعي، وصار كل من يرغب يطلق على نفسه التسمية التي يريد دون أن يملك مقومات أو إمكانيات أو وسائل.

يذكر أن الأديبة غادة فؤاد السمان عضو اتحاد الكتاب العرب، ومن مؤلفاتها وهكذا اتكلّم أنا والترياق وبعض التفاصيل وكل الأعالي ظلي وإسرائيليات بأقلام عربية وإسرائيليات بأقلام عربية-الدس الصهيوني طبعة منقحة جديدة.