شخصيات إسبانية ومغتربون سوريون يطالبون برفع العقوبات عن سورية

دعت شخصيات إسبانية ومغتربون سوريون في إسبانيا إلى رفع الإجراءات القسرية الجائرة أحادية الجانب، التي تفرضها الدول الغربية على الشعب السوري، ومساعدته للخروج من محنته بعد الزلزال المدمر الذي ضرب سورية أول أمس.

وشدد الأستاذ في جامعة كومبلوتنسي الحكومية في مدريد والخبير في تاريخ سورية والعلاقات الدولية بابلو صباغ على أن معاناة الشعب السوري الحالية تظهر وتكشف الوجه الحقيقي للولايات المتحدة والدول الأوروبية، في سعيها لزيادة هذه المعاناة، من خلال الاستمرار بالإجراءات القسرية الأحادية التي فرضتها.

وأضاف صباغ: إنه لولا هذه الإجراءات التعسفية والمخالفة للقانون الدولي لكان من الممكن إنقاذ أرواح كثيرة، وكانت البنية التحتية في سورية في وضع أفضل للتعامل مع هذه الكارثة الطبيعية، مؤكداً أن هناك ملايين الأشخاص حول العالم يتضامنون مع سورية في الوقت الحالي، لكن لا يمكنهم إرسال مساعدات مادية أو مالية بسبب هذه الإجراءات القسرية التعسفية التي تمنع التعاملات المصرفية من وإلى سورية، وذلك في انتهاك لأبسط حقوق الإنسان في ظل الظروف الحالية.

من جانبه أعرب مدير المعهد الجيوسياسي الإسباني خوان أنطونيو آغيلار عن التضامن الكامل مع الشعب السوري في هذه اللحظات المأساوية والمعاناة التي يمر بها بسبب الزلزال المدمر، معلنا عن استعداده مع الكثير من المواطنين الإسبان لمساعدة هذا الشعب في تجاوز محنته.

وقال آغيلار: إن “من واجبنا الأخلاقي إدانة الموقف سيىء السمعة والبائس للحكومات الغربية من خلال حفاظها على العقوبات التي تضر فقط بالشعب السوري على كافة المستويات، وخاصة في هذا الوقت الذي تتزايد فيه احتياجاته”، موضحاً أن هذه العقوبات المخالفة للقانون الدولي تكشف نفاق ما يسمى القيم الأوروبية التي تخفي فقط الرغبات والأطماع الاستعمارية والسياسة الإمبريالية للولايات المتحدة التي تستمر في احتلال الأراضي السورية بشكل غير قانوني، وتنهب ثرواتها الطبيعية.

وطالب آغيلار حكومات الاتحاد الأوروبي وتحديداً الحكومة الإسبانية باحترام القانون الدولي ورفع العقوبات الجائرة والقسرية عن سورية، والمضي قدماً في إرسال مساعدات إنسانية عاجلة إلى الشعب السوري الذي يعاني الآن من كارثة طبيعية.

بدوره أكد الصحفي والمحلل في الشؤون الجيوسياسية لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا كولدو سالسار لوبيث أن ما قامت به الإدارة الأمريكية وأتباعها الأوروبيين ضد سورية لا يمكن تسميته بعقوبات، لأنها غير صادرة عن مجلس الأمن الدولي، وبالتالي فإن الشعب السوري يعاني من إجراءات تقييدية جماعية غير قانونية وغير شرعية بقيادة الولايات المتحدة، والتي تستخدم هذه الأداة لإجبار وابتزاز الدول والأمم وتقوض سيادتها.

وأعرب لوبيث عن تعازيه للشعب السوري جراء كارثة الزلزال، داعياً إلى رفع هذه القيود القسرية التي تمنع السوريين من حقهم الطبيعي والشرعي في الوصول إلى المواد الغذائية والأدوية والخدمات الصحية الأساسية في انتهاك صارخ لقواعد القانون الدولي والمبادئ الأساسية لحقوق الإنسان.

وأشار المغترب السوري ورئيس رابطة رجال الأعمال السوريين الإسبان في الأندلس فوزي كنفاني إلى أن هذه الكارثة هزت مشاعر وقلوب جميع المغتربين السوريين، معرباً عن تعازيه لجميع أهالي الضحايا في الوطن، ومتمنياً الشفاء العاجل للجرحى والمصابين.

وندد كنفاني بسياسة ازدواجية المعايير التي تنتهجها الدول الغربية تجاه الشعب السوري، وفرضها الحصار الجائر عليه، داعياً إلى رفع هذه الإجراءات القسرية الوحشية وغير الأخلاقية التي تفرضها الإدارة الأمريكية وحلفاؤها في الاتحاد الأوروبي، لأنها تعيق مساعي الحكومة السورية وجهودها في الخروج من هذه الكارثة والحصول على المعدات للبحث عن الناجين، وتقديم الخدمات الطبية والمساعدات الإنسانية الضرورية.

من جهته أكد النائب البطرياركي للكنيسة السريانية الأرثوذكسية الأنطاكية في إسبانيا نيافة المطران مار نيقولاس متى عبد الأحد أنه يجب على المجتمع الدولي أن يساعد الشعب السوري للخروج من تداعيات هذه الكارثة التي ضربت البلاد، كما يجب الإسراع في تقديم المساعدات الإنسانية وتسهيل عمل الحكومة السورية في الحصول على الأجهزة والمعدات الضرورية، لإنقاذ المصابين.

وندد المطران بأكاذيب الدول الأوروبية وأمريكا ضد سورية، داعياً جميع الكنائس والمساجد في العالم إلى إطلاق الصوت لوضع حد للعقوبات البربرية غير الأخلاقية وغير الإنسانية، التي فرضها الغرب ضد الشعب السوري وحكومته.

وأعرب رئيس لجنة مناهضة الإمبريالية في كتالونيا الطبيب مانويل سركيس عن التضامن الكامل مع الوطن الأم سورية وشعبها وقيادتها في هذه المحنة والكارثة التي ضربت البلاد، وقال: إننا “نعلن عن تضامننا المطلق وتعاضدنا مع وطننا الحبيب سورية في هذه اللحظات الصعبة والخطيرة، ونطالب الإمبريالية العالمية برفع العقوبات الجائرة والوحشية والحصار القسري الذي فرضته ضد وطننا وشعبنا، كي تتمكن الحكومة السورية من الحصول على مستلزمات الإغاثة وإنقاذ المتضررين من الزلزال المدمر، إضافة إلى واجب المجتمع الدولي مساعدة سورية في محنتها وإرسال فرق الإنقاذ والمساعدات”.

وأعرب رئيس الجالية السورية في إسبانيا راتب بيرم عن تضامن المغتربين السوريين في إسبانيا مع وطنهم سورية في محنته المؤلمة ومصابه الكبير، مطالباً باسم الجالية أن تنهض جميع دول العالم لفك الحصار الغاشم ورفع الإجراءات القسرية الأحادية التي تفرضها أمريكا وأوروبا ضد المواطن السوري ولقمة عيشه وحياته، وخاصة في هذه الأوقات الصعبة.

وأكد بيرم أن أبناء الجالية سيقومون بالتنسيق مع السفارة السورية في مدريد من أجل جمع تبرعات وإرسالها للمتضررين في سورية بأقرب وقت ممكن.