الناي آلة ناقلة لمشاعر واحاسيس صاحبها السيد جميل صبوح، العازف القدير الذي يمتلك من الموهبة الكثير، فكان سببٌ دفع موقع أصدقاء سورية لمحاورته والتعرف عليه عن قرب ويُعرف متابعي موقعنا بفنه.
حيث بين لنا بأن الموسيقا تعني سمو لروحه وسلامة لعقله وترببة لنفسه ، وأنه نشأ على حب عبد الوهاب ، وأسمهان ، وسعاد محمد ، والطرب الأصيل ، وسماعهم.
وعبر أ.صبوج عن مدى حبه وتعلقه لآلة الناي دوناً عن غيرها من الآلات الموسيقية ، حسب تعبيره بأنها آلة إحساس ، وليست آلة موسيقية كونها مصنوعة من القصب الصناعي وهذا ما يميزها عن بقية الآلات ، فهي تحاكي الروح ، قادرة على التعبير، تعزف الصوت الشجي ، المبحوح ، الحنون والحزين ، وهذا ما دفعه للمحاولة في صنع آلة شبيهة بتلك الآلة ، من خلال أعواد القصب ودون مراعاة للقياس المناسب والبعد الصحيح بين فتحاتها ، وبدأ بالتدريب عليها وحده مدة خمس ساعات متتالية يومياً دون ملل ، مما أتاح له الفرصة للعزف والدخول إلى عالم الفن بمشاركة عدد من كبار الفنانيين.
وأضاف أ.جميل أنه استمر بتطوير نفسه في العزف وصناعة الناي ،حيث كانت صناعتة عشوائية دون معرفة وعلم ودراية بتفاصيل الناي من أبعاد وأطوال ، إلا أنه وبإرادته ولأن الناي تجعل منه عراباً للروح من خلال أنفاسه التي تخرج من أعمق طبقات الإحساس ، درس أبعاد الآلة وعمل على تجربتها عدة مرات إلى أن تحول فشله في كل مرة لإنجاز.
وأفاد أ.صبوح أنه وبسبب الحرب السورية اضطر للهجرة إلى ريف العاصمة دمشق “بلدة صحنايا” وهناك لم يتوافر القصب الطبيعي فوجد بديل صناعي آخر وهو بواري Pvc ، وبإبداعه واصراره صنع آلة ناي احترافية بتصاميم مميزة ، وهنا تحولت هوايته لمهنة يمتهنها ، وتعرف على السيد “فراس سيلكا” صاحب محل للآلات الموسيقية وكان داعم له على هذه صناعة ،و قام بعرضها في حاضنة دمر المركزية المعروفة بتشجيع ذلك الصناعات التراثية اليدوية ودعمها بشتى الوسائل ، وهي شهادة شيخ الكار الفخرية للتشجيع على استمرار هذه الصناعة وتطويرها ، وبدأ يسوق للناي في جميع محلات العاصمة دمشق و المحافظات السورية إلى أن وصلت إلى الوطن العربي وسائر دول العالم.
وأكد الفنان جميل صبوح بأنه يطمح بأن يحصل على براءة اختراع، ونحن بعد معرفتنا به نرى بأنه يستحقها وبجدارة.
حوارته رانيا ناربي