أريدكَ وطن
ربيعهُ خلف شتاءه
وإن كان خريفهُ يؤرقني
وشمس صيفهُ تحرقني
نجومُ ليلهُ تُطفئني!!
أريدكَ بتلكَ المساحة هل لكَ احتلالها؟
إذا أنا رفعتُ راية السلام
ومكنتُكَ ببحريَ الملاحَة
هل ترمي بِمِجذافكَ؟!
جرِّبْ إنْ كُنتَ تُجيدُ السِباحَةُ
أريدكَ لا لذاتي بل من خلالي.
باسقا كشجرة نخيل
علينا تحنو وتميل
من ثمرها نقتاتُ طيباً
ونعيشُ بمداها كبراً جليلاً
ليس الوقتُ بأن تكونْ أو لا تكونْ
وأن تهزُني بذاكَ الجنونْ
بل أن تبقى وطناً
في عيونكَ نبعُ يُشربُ كلَّ العيون
أتمناكَ وطني الصَغير
ولن أرتحل بقوىً
وأن بدتْ منكَ وغدتْ محيرَّة
سأبقى كشجرة سنديانْ
رياحُ الغربانِ لنْ تقتلعها
لأنيَ بهواكَ الماردة
وأنتَ طفلي حِيناً
وغيمةُ صَيفي أحياناً
ووكرٌ تنام به عصافيري المغرِدة
جرِّبْ أن تخرجْ من محرابي
أو تنامَ به عصَا لنُدمائي
سأفرحُ لفرحكَ كثيراً
وتهنئ بقرةِ عينكَ عيني
لأني لكَ في المدى سراب
تتيهُ إليه بعطشكَ
آويكَ به محملا بالشوق
لتعود معطرا بالطيب
وتُعلِمكَ الأحضان بدفء حضني
إذ أنا الأم والشقيقة
والرفيقة .. والعشيقة
أنيَّ أملك المهووس
وحُلُمك المبسوس
ووجَعكَ المغروس
وشفقُ غدكَ المزنر
مغدقٌ بالتهاني
يورثُ عرشَ الهوى
وميراثنا محسود
لأن شراعُ المُنى طويل
لا تُخفيه النجوى.. ولا أملٌ مستحيل
يراهُ الكثير ويدفعهُ للسؤدد القليل
أنتَ وحدكَ ما أريد
لا أريدُ ذاكَ السفر
بل ذاكَ القضاءَ والقدر
بأن تكونَ بأرضِ حياتي المطر
رجائي صرصر