هل توقفت خطوات التقارب السوري التركي .؟


يونس خلف
أمر طبيعي أن يتساءل البعض ماذا حصل في موضوع التقارب السوري التركي .؟ وثمة من يرى أن التأجيل والانتظار وعدم الإعلان عن مؤشرات لخطوات جديدة يعني وجود عقبات وربما أكثر من ذلك بأن كل شيء توقف .
حقيقة الأمر أنه ليس كل متابع أو مراقب أو محلل يعرف تفاصيل الأمور كي يبني عليها ما يريد قوله ، لكن الأمر هنا لا يمكن أن يبنى أو يستند إلى الاستنتاجات وإنما المعلومات والوقائع والممارسات . ولعله يأتي في مقدمتها أن النظام التركي يحاول دائما اللعب على جميع الحبال السياسية وهو اليوم يواصل اللعب  بين الغرب وروسيا وإيران وبالتوازي مع ذلك لن يخرج عن عباءة الغرب ولذلك  لم يلتزم بالإتفاقات المبرمة عبر  التاريخ .
والحق مع من يسأل هنا : لماذا نتعامل معه ونحن نعرف هذا اللعب ونعرف اختراقه للاتفاقات أو عدم الالتزام بها .
لاشك إن من يعرف الإجابة هو من يدرك أن رأس النظام التركي هو الداعم لمعظم المجموعات الإرهابية المتواجدة في الشمال السوري ولذلك فإن التفاوض مع رأس هذه المجموعات وتفكيكها وفصل الراس عن الجسد  هو الحل عندما يلتزم أردوغان بالشروط والآليات التي تحقق ذلك ، وبالعودة إلى أصل الحكاية في هذا التقارب نستذكر هنا   قمة طهران التي جمعت كل من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والرئيس الإيراني ابراهيم رئيسي، ورئيس النظام التركي أردوغان، حيث وضعت كل من روسيا وطهران أردوغان على المحك السياسي ووجد نفسه بين مطرقة الضغط الدولي وسندان أزمته
وخاصة الإقتصادية مع قرب موعد انتخاباته ،  وإيجاد مخرج لمشكلة اللاجئين السوريين في تركيا، يضاف إلى ذلك أن أردوغان لم يعد يستطع تجاهل أن الأهداف الذي جاء بالإرهابيين من أجلها إلى سورية لم و لن تتحقق وسورية شعبا وجيشا وقيادة في الخطوات الأخيرة نحو تحقيق النصر  النهائي .
خلاصة القول لا مبرر للقلق من استدارة أردوغان سواء استمرت لتصل إلى آخر نقطة في الدائرة أو توقفت في مكانها أو حتى إذا تراجع نتيجة مصالح جديدة مع الناتو وواشنطن والغرب عموما . لأن الشروط السورية واضحة ولا يمكن التنازل عنها وهي التي تحقق مصالح الشعب السوري وسيادة الدولة السورية وفي مقدمة ذلك انسحاب المحتل التركي من الأراضي السورية التي احتلها  قبل أي مفاوضات وبذلك تؤكد  سورية من جديد أنها لا تغلق الأبواب السياسية ولكنها لا تتنازل عن مبادئها أو ثوابتها أو سيادتها ووحدة أراضيها .