في اليوم العالمي للغة برايل… جهود نحو مستقبل يضيء حياة المكفوفين

يأتي اليوم العالمي للغة برايل بهدف تشجيع فاقدي البصر ومن يعانون من ضعف حاد به على القراءة والكتابة وتعزيز فرصهم بالتعلم والعمل وتفعيل دمجهم في مجتمعاتهم إلى جانب رفع الوعي بأهمية تعلم الكتابة بطريقة برايل.

وتعتبر لغة برايل التي احتفل بيوم عالمي لها أول مرة عام 2019 وسيلة عرض للرموز الأبجدية والرقمية باستخدام 6 نقاط يمكن تحسسها باللمس لتمثيل كل حرف وعدد، بما في ذلك رموز الموسيقا والرياضيات والعلوم وتستخدم لقراءة الكتب والنشرات الدورية المطبوعة بالخط المرئي، بما يكفل للمكفوفين الحصول على المعلومات المهمة.

وفي سورية يدرس المكفوفون وضعاف الرؤية ضمن معاهد خاصة لذلك، تتبع لوزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، منها معهد التربية الخاصة لتأهيل المكفوفين بدمشق الذي قام بطباعة الكتب المدرسية بطريقة برايل وتوفير المنهاج الدراسي لطلابه بعد مواءمته وشرح الصور والخرائط والرسوم البيانية وترجمتها لطريقة برايل لتوفير نفس مستوى وجودة التعليم التي يتلقاها الطالب المبصر، وفق مديرة المعهد ندى أبو الشامات.

وأوضحت أبو الشامات في تصريح لسانا أن المعهد بعد توافر مستلزمات عملية الطباعة بطريقة برايل، قام بطباعة المنهاج المدرسي بصيغة وورد بالتعاون مع مبادرة ضوء، مشيرة إلى أن نسبة نجاح الطلاب في امتحانات الشهادة الثانوية العامة بفرعها الأدبي بلغت 100 بالمئة في العام الماضي.

ويدرس في المعهد حالياً أكثر من 160 طالباً وطالبة من عمر 6 سنوات حتى 18 عاماً، ويتلقون تعليمهم وفق منهاج وزارة التربية الذي يطبع بطريقة برايل وفق أبو الشامات.

بدورها رئيسة مجلس إدارة جمعية الوئام السورية للنساء الكفيفات ميساء السقا أوضحت أن التعلم بطريقة برايل يقدم قيمة مضافة للكفيف، ويفتح أفقاً واسعاً للقراءة والاطلاع من جهة، ومتابعة دراسته بمختلف مراحل التعليم من جهة ثانية، لافتة إلى أن الجمعية تقدم دورات لتعلم الكتابة بطريقة برايل، إضافة إلى دورات اللغة الإنكليزية وقيادة الحاسب، مبينة أن عدد الكفيفات المستفيدات من خدمات الجمعية يصل إلى نحو550 كفيفة، أعمارهن فوق الـ 18 عاماً.

وأكدت السقا أهمية تعلم ذوي المكفوفين لطريقة برايل لمساعدة أبنائهم في متابعة دراستهم، ما ينعكس إيجاباً على حياتهم العلمية والعملية، مبينة أنه يوجد في جامعة دمشق غرفة خاصة لطباعة المحاضرات بطريقة برايل وفق رغبة وحاجة الطلبة المكفوفين، ما يسهم في تسهيل دراستهم.

وأشارت السقا إلى أن اليوم العالمي للغة برايل والمقصود بها طريقة كتابة المكفوفين فرصة لدعم هذه الفئة من الأشخاص ذوي الإعاقة والتشجيع على تعلمها، منوهة بأهمية توفير مختلف أنواع الكتب بطريقة برايل لتلبية شغف الأشخاص المكفوفين بالقراءة والمطالعة، ولا سيما أن التقنيات الحديثة رغم ارتفاع تكاليفها أسهمت في تطوير الكتابة بطريقة برايل من الآلة الكاتبة إلى الجوالات والحاسوب.

ويشار إلى أن الأمم المتحدة اختارت يوم الـ 4 من كانون الثاني من كل عام ليكون يوماً عالمياً للغة برايل، لأن هذا التاريخ يوافق يوم ميلاد لويس برايل عام 1809، مخترع الكتابة بطريقة برايل المعروفة.