بلقيس خنسة.. نحاتة شابة تجسد بالبروتريهات والروليفات مجسمات تنطق بالجمال

من ملامح أصدقاء طفولتنا باسم ورباب، حفرت النحاتة الشابة بلقيس خنسة منحوتات ومجسمات تكاد تنطق وتعبر عن الحب والمرح، ورسمت بالروليف والبروتريه ملامح شخصيات أدبية وثقافية سورية مؤثرة، لتبقى في الذاكرة مضفية قيمة جمالية على المكان.

بلقيس ابنة مدينة جبلة تسكن في دمشق، وهي خريجة كلية الفنون الجميلة اختصاص نحت 2007 توضح لنشرة سانا الشبابية أنها أحبت النحت بعد أن تعرفت عليه خلال دراستها الجامعية، حيث تعلمته بشغف ثم شاركت بعدة معارض بعد التخرج، منها معرض “المنحوتة الصغيرة” مع الفنان التشكيلي مصطفى علي، وتفرغت بعدها لتدريس الرسم، وهي تعمل حالياً كمدرسة نحت في مركز فنون تشكيلية تابع لوزارة التربية، إضافة لاستمرارها من منزلها بتشكيل منحوتات تعبر عن كل ما حولها حتى عائلتها وطفليها، إذ يستهويها تقليد الشخصيات عبر الصلصال والإسمنت ورمل المازار.

بلقيس انضمت في 2019 إلى فريق “إيقاع الحياة” التطوعي بإشراف الأستاذ موفق مخول الفنان التشكيلي المختص بالجداريات والموجه الاختصاص لمادة التربية الفنية، وقد شاركت معه بجداريتين متميزتين، هما جدارية وزارة التربية وجدارية مشفى الفرنسي بدمشق.

وحول عملها في الجداريتين تبين بلقيس أنه تمحور بالروليفات (وهو نحت نافر) والبروتريه (تمثال نصفي لشخصية) والأعمال النحتية الأخرى، ففي جدارية التربية التي حملت عنوان “العودة إلى المدرسة” واستغرق العمل فيها حوالي سنتين زخرت بمفردات العلم والمعرفة والمقاعد والكتب والطلاب وعملت فيها روليفات لعدة رموز فنية وأدبية سورية، أمثال الشاعرين نزار قباني وسليمان العيسى والفنان ممتاز البحرة مبتكر شخصيات باسم ورباب بالكتب المدرسية.

وتتابع: كما نفذت خمسة تماثيل 2 منها تم وضعها على الباب الرئيسي لوزارة التربية، وواحد على الباب الثاني و2 ضمن الجدارية وتماثيل صغيرة موزعة، فيما استمر العمل بجدارية مشفى الفرنسي حوالي 6 أشهر وكان عبارة عن روليفات فقط تعبر عن الروحانيات.

وتلفت بلقيس إلى بعض المعوقات التي تقف في وجهها أهمها غلاء المواد الأولية وعدم وجود مشغل، حيث تعمل من المنزل، إضافة لضرورة الدقة المتناهية والحذر الشديد عند العمل بالإسمنت، لعدم إمكانية تصحيح أي خطأ بالمنحوتة بعد جفافهإ معبرة عن طموحها بإقامة معرض خاص بأعمالها في المستقبل.

بلقيس باعتبارها أمّاً ومدرسة وفنانة تشجع أي فتاة لديها حب النحت للعمل به فانشغال الإنسان بتطوير ذاته من سمات الرقي، والنحت برأيها من أهم الفنون وأغناها وليس بالضرورة أن يكون دائماً بالحجر والإزميل فأساليب النحت الحديثة سهلت أمام المرأة العمل به، مشيرة إلى أهمية دعم تعليم النحت خلال الحصص المدرسية الفنية لتنمية المواهب الصغيرة والشابة وتطويرها.