تضمنت الندوة التي أقامها فرع القنيطرة لاتحاد الكتاب العرب بعنوان “الأنساق الثقافية ومضمرات النص الأدبي”، صورة الثقافة ومكوناتها وخطاباتها، إضافة إلى ما يتضمنه النقد الأدبي من إشارات وتغيير وانزياحات في الشكل والدلالة الفنية، بمشاركة الناقدين الدكتور أحمد علي محمد وأحمد هلال.
رئيس فرع القنيطرة لاتحاد الكتاب العرب الدكتور جمال أبو سمرة الذي أدار الندوة، عرف بالمشاركين وقدم لمحة عن كتاباتهم ومؤلفاتهم، وتعريفاً بالمصطلحات الأدبية التي طرحت خلال الندوة.
وتحدث الدكتور محمد في محوره عن النقد وأهمية وجوده بالثقافة الحديثة ومبادئ النقد الأدبي واعتمادها على التأويل واستقراء التاريخ لكشف الأنساق الثقافية من جهة مضامينها ومرجعياتها ومرتكزاتها الأيديولوجية، مستشهداً بنقاد وكتاب غربيين مثل رولان بارت وجاك دريدا وميشيل فوكو وغيرهم.
واستخرج محمد مضمرات النسق في معلقة زهير بن أبي سلمى، وما فيها من دلالات على الرغم من وجود الشاعر في عصر قديم سمي العصر الجاهلي، مبيناً تفوق كثير مما أتى به أولئك الشعراء، من دلالات ومضمرات أدبية على غيرهم من شعراء في العصر الحديث.
وفي الوقت عينه، بين الناقد هلال في محوره أن إبداعية النص الشعري في تخطيها الأبعاد والدلالات، تحفز الناقد الثقافي على كشف مضمراته وما يمتلكه من استعارات لفظية ومعنوية في بناء النص، إضافة إلى مفهوم الوظيفة في النصوص الإبداعية وخطاباتها، وكشف ما فيها من أنساق مهيمنة ومضمرة.
ولفت هلال إلى أن مصطلح النسق المضمر هو في صلب اشتغال النقاد ومشروعاتهم، وما يتضمن الحضور الجمالي للنص، مبيناً أن الخطاب الأدبي والشعري يختزن فيما يحتويه قيما نسقية مضمرة، تتعدى أحياناً الأجناس الإبداعية، مستشهداً بما كتبته الروائية سحر خليفة عن فلسطين، وما تحتويه كتاباتها من مضمرات الواقع الفلسطيني، وتختزنه من رمزيات تؤرخ للقدس وباقي المدن الفلسطينية العريقة.
حضر الندوة التي أقيمت في مقر اتحاد الكتاب العرب رئيس الاتحاد الدكتور محمد الحوراني، وبعض أعضاء المكتب التنفيذي، وحشد من الأدباء والكتاب والمهتمين.