ساهم الكاتب والناقد العربي الراحل الدكتور حسام الخطيب خلال مسيرته الأدبية والفكرية التي قضاها في الكتابة والتأليف والترجمة، في إغناء المشهد الثقافي والحركة الأدبية بعشرات الكتب الرصينة، التي شكلت إضافة نوعية للمكتبة العربية.
إسهامات الناقد الخطيب في خدمة اللغة العربية تحدث عنها الدكتور عبد النبي اصطيف في محاضرة استضافها مجمع اللغة العربية بدمشق، مؤكداً أنه كان باحثاً ومثقفاً كبيراً، جمع بين البحث والدراسة والنقد والتأليف من جانب، وبين العمل العام كمدرس ومحرر وأستاذ جامعي وإداري علمي وبرلماني نشط على المستوى القطري والعربي والدولي من جانب آخر، إضافة إلى إسهاماته في مجال البحوث التي عمل فيها لأكثر من ستة عقود.
وتناول اصطيف وهو واحد من تلامذة الراحل الخطيب حب أستاذه الأول الذي تجلى في النثر القصصي العربي في سورية الذي بدأ مبكراً بتحقيق أدبي نشره في مجلة المعلم العربي عام 1966 عن كتاب القصة السورية، وأفضى به إلى الانصراف لدراسة مسيرة هذه القصة بين عامي 1937 و1967، في رسالته لدرجة الدكتوراه التي منحتها له جامعة كامبريدج عام 1969، إضافة إلى نشره عدداً من المقالات والدراسات المهمة عن المؤثرات الأجنبية في القصة السورية في مجلة المعرفة، وغيرها من الإنجازات الأخرى.
وبعدها انتقل اصطيف إلى حب الخطيب للأدب المقارن نظرياً وتطبيقياً وتأريخاً، حيث جمع بين الثقافتين العربية والغربية، مستعيناً على ذلك بمعرفته للانكليزية التي درسها لغة وأدباً، وللفرنسية التي كانت لغته الثالثة فضلاً عن أسفاره العديدة إلى معظم بقاع الأرض على مدى أربعة عقود، عرف فيها غنى التنوع الإنساني سياسة وفكراً وثقافة وفناً وأدباً وطريقة حياة.
ولفت الناقد اصطيف إلى نجاح الخطيب في إدخال مقرر الأدب المقارن في جامعة دمشق في برنامج الإجازة في اللغة العربية وآدابها للمرة الأولى عام 1972، ووضعه كتاب الأدب المقارن في جزأين، مبينا أنه رغم انشغاله بالنثر القصصي العربي السوري والتأليف فيه وتطوير نتاجه، عمل أيضاً في سبيل قضية الأدب المقارن، حيث أنجز دراسات عديدة مقارنة للأدب العربي الحديث.
وأشار الدكتور اصطيف إلى أن تواصل الخطيب مع الثقافة الغربية خاصة والعالمية عامة، كان تواصلاً مستمراً، وساعدته في ذلك دراسته في بريطانيا وأسفاره الكثيرة إلى مختلف العواصم محاضراً أو مشاركاً ثانياً فضلاً عن ترجماته ومراجعاته لترجمات غيره، ومشاركته الأخيرة في ترجمة موسوعة الأدب العالمي إلى العربية.
وبين أن الخطيب لم ينقطع يوماً عن النظر إلى الظاهرة الأدبية القطرية المدروسة في إطار الظاهرة الأدبية العربية القومية حتى في دراسته للنثر القصصي في سورية، والتي أمضى فيها أكثر من أربعة عقود، إضافة إلى سعيه في إبراز الهوية الفلسطينية المهددة على مختلف المستويات من قبل العدو الصهيوني الشرس حافظ على هذه العلاقة العضوية الحميمة بين الإسهام الأدبي العربي الفلسطيني والأدب العربي الحديث.
المصدر سانا