أردوغان ..انبطاح ام التفاف .؟

يونس خلف

في الوقت الذي تتجه الأنظار إلى التحالف والتوافق  التركي الروسي الذي  يرى البعض أنه  أصبح تحالف استراتيجي و أكبر من أي خلاف بينهما ، بالمقابل ثمة من يحذر بأن أردوغان ثعلب سياسة محنك  وبأنه يمتلك براغماتية قل نظيرها يعرف متى يقف ومتى ينحني ، ويعرف متى يتقدم ومتى يتراجع، ومتى يلتف ومتى ينبطح . وبطبيعة الحال لا يمكن النظر إلى هذا التحالف الاستراتيجي بمعزل عن  شكل الحل المنتظر للأزمة السورية  وأيضاً العقبات الكثيرة التي تعترض التحالف الروسي التركي من جهة والتوافق على التقارب التركي السوري من جهة ثانية فهناك جهات  لا تريد الحل وتعمل على عرقلته .من هنا لا بد من النظر إلى ما يجري على امتداد العين ومن كل الجوانب وليس من زاوية واحدة ، ولعل في مقدمة ذلك التأكيد على حقائق ثابتة بالنسبة لسورية لا يمكن أن تتغير أو تنحرف عن مسارها وفي مقدمتها حقيقة أن تركيا تحاول دائما اللعب على جميع الحبال السياسية بين الغرب وروسيا وإيران خاصة لا سيما أنها  عضو في الناتو، ولن تخرج عن عباءة الغرب وهي لم تلتزم بالإتفاقات المبرمة، وأردوغان هو الداعم لمعظم المجموعات الإرهابية المتواجدة في الشمال السوري لذلك فإن انبطاح رأس هذه المجموعات وتقليم أظافره سياسيا وتكبيله بالشروط التي لا تقبل المساومة فهو  الذي تبنى الحرب الإرهابية على سورية عبر حدود تركيا الكبيرة مع سورية وبات يدرك أن الأهداف الذي جاء بالإرهابيين من أجلها إلى سورية لم ولن تتحقق ، فهو اليوم الخاسر والمهزوم في الحرب العدوانية على سورية ولا يريد أن يخسر أيضاً في معركة الانتخابات على رئاسة تركيا . من هنا نقول أنه لا مبرر للقلق  لأن من يدير خطوات التقارب التركي السوري يعرف وصدرك تماماً الأسباب الموجبة للقلق بدءاً من الغدر الأردوغاني مروراً بالأطماع العثمانية وصولاً إلى إدارة وتمرير المجموعات الإرهابية إلى داخل الأراضي السورية إضافة إلى استثمار ورقة اللاجئين السوريين .