لم تستكن منابر حلب الثقافية لظلام الإرهاب الذي خيم لوهلة على فضاء المدينة الفكري، بل استمرت بأداء دورها في نشر الفكر التنويري لتعزيز صمود أبناء المدينة الذين كانوا يدا واحدة مع رجال الجيش العربي السوري في ملاحمه البطولية، لدحر الإرهاب وتحقيق الانتصار بولادة فجر جديد.
ومع الذكرى السادسة لانتصار حلب على الإرهاب يستذكر مدير الثقافة بحلب جابر الساجور في تصريح لمراسل سانا الدور الفاعل لدار الثقافة في منطقة السبع بحرات بحلب، ونشاطها الفكري والثقافي خلال وجوده في فناء الدار التي بدت آثار الخراب والدمار واضحة على جدرانها بفعل الإرهاب.
وبين أن الأيادي الوطنية تعمل على إعادة الروح للدار من خلال تأهيلها وترميمها مع انطلاق حركة ترميم وتأهيل المراكز الثقافية على مستوى المحافظة، حيث تم انتهاء المرحلة الأولى من ترميم الدار، وشملت الواجهات الحجرية والأجزاء المتضررة من الجدران والأعمال الخشبية والنوافذ والأبواب، وتم الإعلان عن المرحلة الثانية لتجهيز المسرح والمكاتب الإدارية والقاعات بشكل كامل.
وأشار الساجور إلى أنه تم إنجاز أعمال تأهيل وترميم المركز الثقافي العربي في مدينة دير حافر بريف حلب الشرقي، والذي يخدم مناطق واسعة حتى مسكنة، كما تم الانتهاء من ترميم المركز الثقافي في حي العزيزية وتسمية المسرح باسم الفنان عمر حجو، كما تم ترميم دار الكتب الوطنية التي تعد صرحاً ثقافياً مهما على مرحلتين، شملت الأولى المكاتب الإدارية والثانية تأهيل المسرح، واليوم تشهد حركة ثقافية نشطة من ندوات ومحاضرات وأماسي ثقافية وأدبية ومسرحيات ومعارض للكتب، ويتم حالياً تأهيل المركز الثقافي العربي في مدينة السفيرة وبناء المسرح بشكل كامل، إضافة إلى تأهيل المكاتب الإدارية في المرحلة الثانية.
ولفت إلى أنه تمت تسمية حلب عاصمة للثقافة السورية 2018-2019، وإنجاز أكثر من 120 فعالية ثقافية، وأنها شهدت انطلاقة ثقافية كبيرة في كل المرافق بدءاً من إعادة تأهيل الإنسان وانتهاء بالحجر، واليوم يزداد عدد المستفيدين من المعاهد الثقافية ومنها معاهد عليا وبور سعيد والعزيزية والمعاهد المنتشرة في الريف، وتستمر الحركة الثقافية والفكرية النشطة في المدينة من مسرح ومعارض فن تشكيلي وحفلات وأماسي فنية موسيقية وشعرية ومهرجانات وملتقيات فكرية وأدبية.
وأوضح أنه كان منها مؤخراً ملتقى الأديب شكيب الجابري للإبداع الروائي، دورة الأديب نادر السباعي، وضم عدداً كبيراً من أعلام الفكر والأدب، حيث تمت الإضاءة على علم من أعلام مدينة حلب الفكرية والثقافية، بالإضافة إلى إقامة مهرجان عمر أبو ريشة للإبداع الشعري، وكذلك ملتقى فاتح المدرس السنوي ضمن أيام الفن السوري التشكيلي، وضم عدداً كبيراً من المعارض والأنشطة الفنية التشكيلية المهمة وورشات الرسم في الهواء الطلق ومبنى المديرية وعدداً من الندوات والأفلام التوثيقية.
وبين أنه خلال الاحتفال بيوم الموسيقا العالمي قدم عدد من الحفلات الموسيقية، ومنها حفلات طلاب معهد صباح فخري الذي يتبع لوزارة الثقافة وأقام على مدار العام وبشكل شهري حفلات موسيقية شرقية وغربية وكلاسيكية.
ونوه الساجور بالنهضة الثقافية الكبيرة التي تشهدها مدينة حلب من ناحية الفكر والأدب والفن، بالتوازي مع إعادة الحياة للمراكز الثقافية ومتابعة الخطط لترميم باقي المراكز المتضررة، كما تتم إعادة ترميم الدور والبيوتات الثقافية، ومنها دار أجقباش التي تتم إعادة تأهيلها بمساعدة من الأشقاء في سلطنة عمان، بإشراف المديرية العامة للآثار والمتاحف.