غريب عبود… رحلة تميز في صناعة العود تجاوزت الخمسة والثلاثين عاماً

علاقة مميزة تربط الحرفي غريب عبود مع صناعة الأعواد تلك الآلة التي أحبها وتعلم صنعها بإتقان ليصبح أحد أهم صانعي الأعواد وأمهرهم في محافظة حمص.

ساعات طويلة يقضيها ضمن ورشته في قريته القلاطية بريف حمص، حيث تحدث لـ سانا عن حرفته وبداياتها: “بدأت منذ عام 1983 بجهود شخصية من خلال زيارة صانعي آلة العود ومراقبتهم في عدد من ورش تصنيع الأعواد، فكونت فكرة بسيطة وانطلقت بمشروع ورشة تصنيع، ولكن واجهتني عقبات كثيرة وصعوبات استطعت تجاوزها والتغلب عليها، وتمكنت من إنتاج أول آلة عود بعد فترة تقارب العام”.

عمل عبود بمفرده ضمن ورشته حتى عام 2014 حيث بدأ ابنه بمساعدته وأتقن صناعة العود والبزق، مؤكداً أن عدد الأعواد التي صنعها كبير جداً عبر زمن طويل من عمله بهذه المهنة.

وعن فترة تصنيع العود أوضح أنها تكون بحسب نوعية الخشب المستعمل، فمن الممكن أن تكون يوماً أو شهراً، لافتاً إلى أن الأخشاب متوافرة بشكل عام ولكن هناك أخشاب نادرة يصعب الحصول عليها أحياناً.

ويعمل عبود إضافة إلى تصنيع الأعواد، في صيانتها ناهيك عن كونه يعزف على العود بعد أن تعلمه بهدف التميز بعمله من جهة الصوت، لافتاً إلى أهمية أن يكون لدى صانع الآلة معرفة ولو بسيطة بالعزف ليتمكن من تجربة نجاح الآلة.

ونوه بالإقبال الكبير من الأطفال والشباب لتعلم العزف، متمنياً من كل من بدأ التعلم الصبر والاستمرار، لأن الموسيقا لغة عالمية ممكن لأي شاب أن يتعلمها بكل سهولة مع المواظبة على التمرين المستمر.

ولفت في ختام حديثه إلى ضرورة العمل على إظهار هذا التراث الفني أمام العالم أجمع، واستثماره بشكل يساهم في نهوض الموسيقا العربية بشكل عام والسورية بشكل خاص.