تعددت أشكال الحروب .. والصمود واحد

.يونس خلف

أثبت الشعب السوري للجميع أنه قادر على تصويب بوصلته بالشكل الصحيح والتمييز بين الإصلاح والتخريب وحقيقة أن المواطنة ليست مجرد كلمة تعني الانتماء لوطن ما وإنما المواطنة مسؤولية وشرف لا يمكن بأي حال من الأحوال التملص منها أو ادعاؤها دون تحمل ما تعنيه من معان سامية بمعنى أن نكون مواطنين حقيقيين علينا أن نقوم بواجبنا تجاه وطننا ومن أولى تلك الواجبات الحفاظ على أمنه واستقراره ومكتسباته وعلينا أن نثبت أننا نستحق هذا الوطن وما فعله من أجلنا وكذلك حقيقة أن الأسرة بصفتها المؤسسة الأولى في التنشئة عليها دور كبير في ترسيخ مفهوم المواطنة لدى الأبناء من خلال تنمية حسهم الوطني وتوجيههم إلى احترام الأنظمة والقوانين وتوجيه سلوكهم ومراقبتهم . ولعل الجميع أصبح يدرك ويعرف تماماً أشكال الحروب التي يتعرض لها الشعب السوري بدءاً من الحرب العسكرية والاقتصادية والاعلامية واليوم حرب التجويع وحرمان الشعب السوري من أبسط متطلبات الاستمرار بالحياة . يضاف إلى ذلك ثمة حرب أخرى تتعلق بالمصطلحات التي يتم تسويقها من قبل الغرب، لا سيما بوجود بعض المفكرين الذين لم يستوعبوا خطورة هذه المصطلحات ولذلك يبدو أن هناك ثمة حاجة لإعادة تركيب هذه المصطلحات بالمضمون الذي يتناسب مع فكرنا وانتمائنا بعد أن شهدت سنوات الحرب ظاهرة المصطلحات وتشويهها في إطار الحرب التي تشنها الدول الإمبريالية على شعوب العالم، ولذلك تعتبر معركة المصطلحات إحدى أهم المعارك التي يجب أن تكون في أذهاننا وضمن دائرة الاهتمام.صحيح أن بعض الكتاب والأدباء حاولوا مواجهة هذا التحدي، لكن إدارة الحرب عملت على استخدام المصطلحات وتشويهها للتغطية على الجرائم التي تنفذها إضافة إلى السعي لمسح الذاكرة الوطنية وتزوير تاريخ المنطقة . و في الحرب العدوانية على سورية تجلى ذلك بوضوح عبر العديد من الأمثلة، ولا سيما الخلط المتعمّد بين المقاومة والإرهاب لتشويه المقاومين والقوى المقاومة التي تقف في وجه العدوان. ولذلك كله علينا مواجهة المصطلحات وتوضيح معانيها عبر تمتين خط المواجهة الأساسي أمام هذه النوع من الحروب، وهو بلا شك يتمثل بتفعيل دور المؤسسات الثقافية والتعليمية وأيضاً المنظمات الشعبية والنقابات لحماية المصطلحات التي لطالما كانت ولا تزال تعبر عن ثوابتنا الوطنية وفكرنا الحضاري.ومهما تعددت أشكال الحروب يرتفع يوماً بعد يوم منسوب الإنتماء والولاء للوطن ويستمر الصمود وصولاً إلى النصر النهائي .