بعدسات التشيليين… معرض فوتوغرافي يعكس الواقع السوري

من يأتي إلى سورية لا بد أن تلفته أدق التفاصيل فيها، وكثيرون من أتوا إليها زواراً من مختلف أنحاء العالم، فوثقوا ما رأوه بكتاباتهم وصورهم الفوتوغرافية، ومنهم فنانون تشيليون اجتمعت أعمالهم في معرض نظمته السفارة التشيلية بدمشق، وذلك في دير مار يعقوب الأثري بمدينة قارة بريف دمشق.

المعرض الذي حمل عنوان “سورية بعدسة التشيليين”، احتوى في طياته عدداً من الصور الفوتوغرافية للفنانين التشيليين: المهندس “ماوريسيو كاستييو” والمحامي “مايو أريا دونوسو” والفيلسوف ” غوستافو كاتالدو سانجينيتي”، واختص كلّ منهم بجانب معين في سورية فتنوعت مضامين الصور بين الأثرية والإنسانية وكذلك الحرفية.

السفير التشيلي في سورية باتريسيو دام أكد في تصريح لـ سانا أن التعاون الثنائي بين سورية وتشيلي يسير بطريقة جيدة، وخاصة على الصعيدين الثقافي والأكاديمي، وأن هناك خططاً مستقبلية تساهم في تعزيز هذا التعاون.

ولفت السفير دام إلى أن فكرة المعرض جاءت بعد العمل الإبداعي للمصورين الثلاثة والهادف لتصوير سورية والحياة فيها.

واعتبرت رئيسة الدير الأم فاديا اللحام في تصريح مماثل أن وصول الفنانين التشيليين، في أوقات مختلفة وتصويرهم الحياة الواقعية في سورية والإنسان السوري بشكل خاص من خلال تركيزهم على الوجوه من كل الحالات الاجتماعية والأعمار، ومن ثم نقلها إلى مجتمع أميركا اللاتينية يسهم بشد الأوصال ورسم صورة حقيقية وجميلة عن المجتمع السوري.

وأكدت أن هذا النوع من المعارض يعبر في مضمونه عن الوحدة بين الشعوب، وخاصة في المجال الإنساني باعتبار الإنسان ماهية الحياة، وأيضاً لكونها طريقة لتبادل ثقافات الشعوب بين بعضها.

وعن اختيار دير مار يعقوب لإقامة المعرض، أشارت اللحام إلى أن السبب يعود للأهمية التاريخية والتراثية التي يحظى بها الدير والذي يعود إلى القرن الخامس الميلادي، إضافة إلى محتواه الأثري والذي يعطي المعرض طابعاً جمالياً كقاعة المخطوطات القديمة والجدرانيات وغيرها الكثير.

بدوره مدير متحف تدمر الدكتور خليل الحريري، أكد أن إقامة هذا النوع من المعارض تسهم بشكل كبير في إيصال الصورة الحقيقية عن سورية إلى الخارج بأنها بلد الفن والتراث، كما يقربنا أكثر من الشعوب الأخرى، ويطلعنا على عاداتها وثقافتها.

ومن زوار المعرض رأى أسامة ساطع أن هذا المعرض يحمل أكثر من قيمة باعتباره رمزاً لالتقاء الثقافات ما بين البلدين الصديقين، ويهدف في مكنونه لتسليط الضوء على صورة سورية، كما رصدها المصورون التشيليون الذين التقطوا الكثير من الصور التي تعكس التراث السوري والحضارة السورية الراسخة.

يذكر أن معرض “سورية بعدسة التشيليين” مستمر لغاية الثاني والعشرين من الشهر الجاري.