(معرض التخرج)… مشاريع تضج إبداعاً ينطق بصوت الشباب ويصور رؤاهم

حظي معرض مشاريع خريجي قسم التصوير في كلية الفنون الجميلة بإعجاب، لما قدموه من أعمال فنية تتسم بروح الفن والابتكار، برؤى شبابية تناقش قضايا مجتمعية معاصرة وصراعات نفسية وحياتية، تنتمي لمدارس فنية متعددة.

المعرض الذي نظمه اتحاد الفنانين التشكيليين في سورية بالتعاون مع كلية الفنون الجميلة بجامعة دمشق يستمر لغاية الـ15 من الشهر الجاري، حيث احتضنته صالة الشعب لتكون شاهداً على تخرج “باقة أزهار” حفرت تجاربها عبر سنوات الحرب الطوال وتحدت الظروف، ليتابع هؤلاء الخريجون دراستهم، كما أوضح أستاذهم بكلية الفنون الجميلة الدكتور نزار صابور في رسالته التي حجزت مكانها في المعرض.

رئيس قسم التصوير في كلية الفنون الجميلة الدكتور سائد سلوم أشار إلى أن مشاريع تخرج الطلاب هي باكورة أعمالهم التي تفتح المجال أمام تفكير الطالب وتطرح تساؤلاً حول كيفية بدء الحياة العملية، معتبراً أنها النقطة الأهم لاستقبال التشكيلي المواضيع بشكل شخصي ويتفاعل معها ويعاملها حسياً وعقلياً للوصول إلى عمل فني يحمل الأكاديمية وبصمة الفنان الخاصة، ما ينعكس إيجاباً على تنوع المواضيع.

ولفت الطالب يزن الغراوي إلى أن كل طالب صور رؤاه ضمن عالمه الخاص، وكرس كينونته الشخصية خلال الأشهر الثلاثة المخصص لإنهاء المشاريع بالصورة الأمثل، مشيراً إلى أنه اختار ملحمة جلجامش موضوعاً لمشروعه لأهميتها التاريخية والأدبية.

وقال الغراوي: “اعتمدت على الألوان الترابية ممزوجة بمادة الاكريليك الشفاف لاستخراج اللون الذي يوحي بطابع كتيم وغباري يخدم إيقاع الملحمة، في اثنين وعشرين لوحة تتراوح مساحتها بين مترين و 40 ضرب 40”.

وتحدث الطالب علي مجر عن مشروعه الذي يجسد الحالات الروحانية واللحظات التي يحتاج بها المرء إلى الأمان الذي يكتسبه من المنزل واختيار اللوحات على أساس المراحل التي مر بها المشروع من التشخيص إلى الاختزال، واعتمد على الدراسات الأكاديمية ليكون أقرب إلى الواقعية وبعد الانتهاء من الأساسيات انتقل لمرحلة التدريب واللعب باللون، فاقتربت اللوحات من الحجم الصغير كون التجارب ليست ناضجة كفاية وقال: “مشروع التخرج هو عصارة خبرات الطالب ووجهة نظره ومن المهم عرضه خارج إطار الجامعة، كونه يتوجه إلى جمهور أوسع”.

الطالبة سولير أبو ضاهر التي تميزت بشكل لوحاتها الدائري التي باتت كعدسة كاميرا تصور نظرة مالكها قالت: أسميت مشروعي “تطهير” كونه بداية دخول الألم إلى الذات البشرية فتظهر الحالة النفسية على ملامح الإنسان الخارجية تدريجياً، فتتكور الشخصية على ذاتها لتشعر بعمق ألمها ومع الزمن تتجرد لتدخل مرحلة تطهير النفس لينتهي الألم بوعي.