اعتاد الفنان الشاب مازن شيبان على مدى سنوات كثيرة جمع نواة حبات الزيتون، لاستخدامها في تصميم لوحات فنية جسد فيها الحضارات المتعاقبة التي مرت على سورية.
وبين شيبان خلال حديثه لنشرة سانا الشبابية أنه يمضي أكثر من 16 ساعة يومياً في العمل، حيث يقوم بجمع نواة حبات الزيتون من الأهل والأصدقاء والأقارب، ليرصها ويلصقها بجانب بعضها البعض بعد أن يقوم بنشرها بطريقة تمكنه من لصقها على اللوحة، ليصمم منها لوحات تمثل الحضارات التي مرت على سورية، إضافة إلى لوحة شكلها من 94 ألف نواة حبة زيتون، جمع فيها الجامع والكنيسة بأحد أحياء دمشق.
شيبان الذي كان يطمح لدخول موسوعة غينس بهذه اللوحة قال: إنه خلال موسم الزيتون يتجه إلى المعاصر للحصول على النواة، حيث يقوم بجمعها لاستخدامها بالعمل فيما بعد، لافتاً إلى أنه ينفذ لوحاته على الرصيف في حي الميدان الدمشقي قرب محله الصغير المختص ببيع الألبسة.
وحول مراحل العمل في نواة الزيتون أضاف شيبان: إن بذرة الزيتون تحتوي الكثير من الزيت، وبالتالي فإن أول خطوة تشمل التخلص من الزيت عن طريق غسل نواة الزيتون، وتنشيفها لمدة 15 يوماً لتصبح بعد ذلك جاهزة للعمل، لافتاً إلى أنه يرغب بتنفيذ معلمين أثريين لكل محافظة.
وبين شيبان أن فكرة استخدام نواة الزيتون بلوحاته راودته نتيجة الملل الذي عاشه بعد أن فقد مطبعته مصدر رزقه خلال سنوات الحرب على سورية، لافتاً إلى أنه يتلقى الدعم والإعجاب من محيطه ولا سيما أثناء عرض لوحاته في المعارض كمعرض الحرف التراثية والتقليدية الذي شارك به مؤخراً في جامعة دمشق، وعرض خلاله مجموعة من لوحاته المميزة التي جسد فيها أبرز المعالم لعدد من الدول مثل سور الصين ومكة المكرمة وقصر الثقافة بالكرملين، إضافة إلى مجموعة لوحات للبيوت الدمشقية القديمة بكل تفاصيلها وجميعها لاقت إعجاب الزوار.
وأشار شيبان إلى أن عمله شاق ومتعب ويتطلب الدقة والابتكار لتنفيذ اللوحات، ما ينعكس على ارتفاع أسعارها كونه يستخدم فيها أيضاً المواد الجيدة سواء الألوان أو الخشب أو الكرتون، مبيناً أنه تمكن عبر عمله من جمع أولاده حوله حيث باتوا يساعدونه في جلخ البذر.
واختتم شيبان حديثه بالقول: أتمنى أن يتم تدريب وتعليم الأجيال على تنفيذ هذه الأعمال والتصاميم بحيث يجسدون من خلالها أروع القصص والحكايات.