في اليوم العالمي للطفل… 45 طفلاً فلسطينياً استشهدوا برصاص الاحتلال و770 اعتقلوا خلال 2022

مكبلاً بقيود الاحتلال الإسرائيلي، أسيراً بين قضبان زنازينه، شهيداً برصاصه أو جريحاً، مهجراً من منزله، محاصرا بالحواجز والبنادق من كل اتجاه، محروماً من أبسط حقوقه، هذا جزء مما يعانيه الطفل الفلسطيني يومياً، ورغم وحشية الاحتلال الإسرائيلي التي تخنق براءته وأحلامه، وتجعله يكبر قبل الأوان يواجهه بشجاعة الأبطال دفاعا عن وجوده وأرضه وحقوقه.

في الذكرى الـ 68 لليوم العالمي للطفل الذي أعلنته الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 1954 للتذكير بأهمية الطفل وتعزيز حقوقه، والعمل على توفير حياة كريمة وآمنة يواصل الاحتلال جرائمه بحق الطفولة الفلسطينية منتهكا كل المواثيق والقوانين الدولية وسط صمت المجتمع الدولي وتقاعسه عن أي اتخاذ أي إجراء ينهي معاناتها أو يخففها.

وفي تصريح لمراسل سانا أوضح المتحدث باسم الحكومة الفلسطينية إبراهيم ملحم أن الاحتلال الإسرائيلي ينتهك بشكل فاضح كل حقوق الطفل ويتعمد قتل الأطفال، حيث سجل هذا العام استشهاد عشرات الأطفال في عمليات قصف وقتل متعمد في قطاع غزة المحاصر والضفة الغربية، إضافة لمئات حالات الاعتقال فضلا عن حرمان الطلبة من حقهم في التعليم وهدم مدارسهم، وخاصة في رام الله والخليل بالضفة الغربية.

وبين ملحم أن قوات الاحتلال قتلت منذ مطلع العام الجاري 45 طفلاً، 29 منهم ارتقوا برصاصها في الضفة الغربية و16 خلال عدوانها الأخير على قطاع غزة في آب الماضي، والذي تسبب أيضا بإصابة 150 طفلاً، لافتاً إلى أن الحصار الإسرائيلي الجائر على القطاع يفاقم معاناة الأطفال فيه، حيث تسبب بارتفاع نسب سوء التغذية وفقر الدم وانخفاض التحصيل الدراسي جراء ارتفاع نسب الفقر والبطالة.

وطالب المتحدث باسم الحكومة الفلسطينية المجتمع الدولي ومؤسسات الطفولة العالمية بحماية الأطفال الفلسطينيين من بطش واعتداءات الاحتلال والعمل على تفعيل كل القوانين الدولية التي توفر الحماية للطفل وتكفل حقه في الحياة الكريمة أسوة بأطفال العالم.

من جانبه قال المتحدث باسم نادي الأسير الفلسطيني أمجد النجار: إن الاحتلال اعتقل 770 طفلا منذ بداية العام وأكثر من 50 ألف طفل منذ عام 1967، مشيراً إلى أن 160 طفلا ما زالوا يقبعون داخل معتقلات الاحتلال في ظل ظروف قاسية من تعذيب جسدي ونفسي إلى جانب منعهم من حقهم في العلاج والتعليم والتواصل مع ذويهم في انتهاك صارخ وفاضح لكل الاتفاقيات الدولية وخاصة اتفاقيات جنيف.

ولفت النجار إلى أن قوات الاحتلال اعتقلت أغلب الأطفال من منازلهم بعد اقتحامها، والعبث بمحتوياتها أو من أمامها وهم يلعبون، فيما تم اعتقال آخرين وهم في طريقهم إلى مدارسهم أو حين العودة منها، مبينا أن أطفال مدينة القدس المحتلة يعانون إلى جانب الاعتقال من مخاطر قرارات الإبعاد عن المدينة أو الحبس المنزلي، الأمر الذي حول مئات المنازل الفلسطينية في القدس إلى سجون للأبناء في واحدة من أبشع وأقسى العقوبات التي تفرضها سلطات الاحتلال، وتسببت بالكثير من المشكلات الاجتماعية والنفسية لدى الأطفال وذويهم.

بدوره أكد رئيس الهيئة الدولية للدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني صلاح عبد العاطي أن الأطفال الفلسطينيين هم ضحايا غياب العدالة الدولية التي يفلت منها الاحتلال بسبب ازدواجية المعايير، مبينا أن قوات الاحتلال ومستوطنيه يتعمدون انتهاك القوانين الدولية التي وفرت الحماية للأطفال، وخاصة اتفاقية حقوق الطفل وبروتوكولها الأول.

وشدد عبد العاطي على ضرورة قيام المجتمع الدولي بوضع الاحتلال على القائمة السوداء لمنتهكي حقوق الطفل، وتوفير الحماية لأطفال فلسطين وتأمين كل مقومات الحياة التي حرمهم الاحتلال منها، وخاصة أطفال قطاع غزة الذين يعيشون ظروفا حياتية مأساوية نتيجة الحصار الإسرائيلي المستمر منذ أكثر من 16 عاماً.

سانا