اصطحب عدد من الفنانين من أجيال متباينة جمهور الفن التشكيلي برحلة بين الأحياء الدمشقية القديمة وبيوتها وحاراتها ومعالمها التاريخية، من خلال معرض فني حمل عنوان “دمشق”، جسد أدق التفاصيل التي رسمها فنانون كبار ممن كانت لهم بصمتهم في الحياة التشكيلية السورية.
وضم المعرض الذي ازدانت بلوحاته أروقة المركز الثقافي العربي في أبو رمانة ونظمته مديرية الثقافة بدمشق نحو60 عملاً فنياً بريشة فنانين من جيل المخضرمين وجيل الشباب، عبروا من خلال هذه اللوحات عن عميق ارتباطهم ومحبتهم لأقدم المدن المأهولة في التاريخ.
الفنان التشكيلي الدكتور محمد غنوم تحدث لمراسل سانا عن مشاركته التي تمثلت في خمس لوحات، تمازج فيها الخط العربي مع الفن التشكيلي معتمداً على تقنيات الأكريليك والزيتي وهي أعمال رسمها منذ سنوات عدة، فحب دمشق ليس وليد اللحظة بل هي حبه منذ الأزل حسب تعبيره.
أما التشكيلي القدير ناثر حسني فشارك بعشرة أعمال جسد من خلالها بعض المعالم الأثرية في دمشق العريقة، وجسد فيها البيوت الدمشقية وبحراتها وتفاصيلها المعمارية مركزاً على أدق التفاصيل، معتمداً على الألوان الزيتية.
بدوره شارك الفنان التشكيلي القدير نذير بارودي بـ 19 عملاً من نتاج تجاربه القديمة، فهو بدأ في هذا المجال منذ 53 عاماً، وبين أنه رسم الحارات القديمة والحرف التي تعرضت للاندثار، واستعرض طقوس وعادات اشتهر بها أهالي دمشق سواء في الأفراح أو الأحزان أو الحفلات الطربية، مؤكداً ضرورة إطلاع الأجيال الجديدة على التراث بكل تفاصيله.
أما الفنانة الشابة دعاء بسطاطي خريجة مركز أدهم اسماعيل وكلية الفنون الجميلة فرسمت على الزجاج لوحات للجامع الأموي والبيوت الدمشقية القديمة.
بدوره شارك التشكيلي أحمد شما بتسع لوحات تروي حكايات متنوعة عن دمشق مجسداً المعالم الأثرية والتاريخية، إضافةً إلى صورٍ وثائقيةٍ قديمةٍ تحولت إلى لوحاتٍ فنيةٍ، مستخدماً في أعماله الألوان الزيتية.
وكان للوردة الدمشقية حضورٌ بارزٌ في إحدى لوحات الفنان الشاب علاء الغبرة الذي شارك بثلاثة لوحات عن مئذنة العروس والجامع الأموي وبيوت دمشقية متمازجة مع عباراتٍ من الخط العربي والزخارف الهندسية الدقيقة.
وكان للحارات الدمشقية حضورها المتميز في أعمال التشكيلي محمد دبور ليرسم حارة الورد في ساروجة وجامع البدرائية في حي القيميرية وحي العمارة وحارة الصواف وحمام القيمرية، لافتاً إلى أنه بدأ بتجربته منذ عام 1980 وفي رصيده المئات من اللوحات.
وأشارت مديرة الثقافة بدمشق نعيمة سليمان إلى أن هذا المعرض جاء ليوثق التراث المادي واللامادي والحرف اليدوية لمدينة دمشق المدينة الأقدم في التاريخ، مؤكدة أن التراث هو الجسر الواصل بين الماضي والحاضر ومهمتنا تعريف الاجيال القادمة بهذا الإرث العريق.