عازف العود بشار حسن.. قامة موسيقية وإبداع بالفن الحلبي

نشأته في بيت للفن والطرب الحلبي حفزته لتعلم الموسيقا، وتحديداً على آلة العود ما جعل منه “عازفاً وصانعاً” لهذه الآلة العريقة.. بشار حسن الذي أبدع بمؤلفاته الموسيقية ومزج بريشة عوده بين المدارس الفنية المختلفة التي تأثر بها وتفرد بألحان خاصة به حملته إلى الشهرة والعزف مع أعلام الفن والطرب الحلبي الأصيل.

ويقول بشار حسن في لقاء مع سانا: إن العود آلة قديمة جداً وهي من الآلات الوترية التي تغير شكلها خلال الفترات الزمنية التي مرت بها وتمت إضافة أوتار عليها حتى وصلت لشكلها الحالي “ستة أوتار”، وشهدت هذه الآلة تطوراً كبيراً بأسلوب العزف وفقاً للمناخ الزمني والشكل الموسيقي.

وبين أن أهمية إضافة الوتر لا تكمن في زيادة عدد أوتار العود وإنما كيفية توظيف هذا الوتر بالشكل السليم والأسلوب الأمثل لخدمة الموسيقا، حيث ما زال أمهر العازفين يستخدمون أربعة أوتار فقط.

وأكد حسن أن أهمية العود وخاصة في التخت الشرقي الذي يضم أيضاً القانون والناي والرق تكمن في الوزن الموسيقي حيث تغير أسلوب العزف على آلة العود بدخول ما يسمى بآلات البيز “الكونتر باص وتشيللو” التي بدأت تأخذ مكان العود كوظيفة والتي تعطي أصواتاً غليظة مهمتها الوزن الموسيقي حيث لجأ العازفون لتغيير أسلوب العزف وتمت إضافة وتر آخر خامس وسادس، كما شهدنا تغير أسلوب العود المسجل الذي وصل إلينا عام 1925، حيث كنا نسمع العود بالوزن الموسيقي مع مرافقة المطرب والتقاسيم الارتجالية.

وبعد ذلك بين حسن أنه بدأت تظهر مدارس عزف العود ومنها السورية التي تمثلت بأمير البزق عازف العود محمد عبد الكريم، والعراقية والفارسية والتركية وغيرها، وظهر عازفون مشهورون مثل رحمو شبو من فرقة الشيخ علي الدرويش والذي عزف أيضاً مع فرقة الوشاح عمر البطش، ثم ظهر الأساتذة نديم الدرويش والدكتور محمد قدري دلال والنقشبندي الشامي ومنير بشير وهؤلاء العازفون كان إبداعهم الموسيقي ما بعد الأسلوب التقليدي.

وبين حسن أنه رغم ظهور هذه المدارس إلا أنه تأثر حسب تعبيره بعملاق العزف محمد عبد الكريم الذي عزف على العود والبزق بأسلوب متفرد لم يخضع لقواعد العزف وهو مؤلف موسيقي عبقري، لافتاً إلى أن العود آلة منفتحة وزندها منفتح لا يحدده شيء مثل الغيتار يمكن أن تعزف عليها الألحان الغربية والشرقية وتصب فيها كل خيالك.

وأشار إلى أنه في عام 1980 انتسب مع أخيه إلى نادي شباب العروبة العريق بحلب الذي ضم العديد من الفنانين والمسرحيين والمطربين وتعرف على عدد من الموسيقيين الذين أصبحوا كباراً فيما بعد مثل الملحن فتحي الجراح ونهاد نجار وخالد ترمانيني حيث تثقفوا وتعلموا من بعضهم فن الموسيقا، واعتمد على نفسه بالمزج والعزف على آلتي العود والبزق والانفراد بمعزوفات خاصة به عرفه بها جمهور المستمعين.

ثم انتقل بشار حسن إلى التأليف الموسيقي بعيداً عن التكرار كون الموسيقا هي تعبير عن حالة وجدانية تخرج من القلب بجملة موسيقية تعمر لأكثر من مئة عام، وعمل على تغيير أسلوبه في العزف بما يتماشى مع التقدم بالعمر كما كان له تجربة واسعة مع الموسيقي الكبير نوري اسكندر والذي من خلاله اطلع على الموسيقا السريانية التي تعتبر أم الموسيقا في منطقة بلاد الشام.

وعزف الموسيقي القدير بشار حسن مع فنانين كبار منهم صباح فخري وسعاد محمد ونهاد نجار وعمر سرميني وشادي جميل وحاليا مع حمام خيري، وشارك في عدة مهرجانات أهمها ملتقى العود الأول بالقاهرة 2006 وأمسيات موسيقية في عدد من المحافظات السورية وفي دول أوروبا وأميركا خلال جولاته مع الفنان صباح فخري.

وفي ختام حديثه أكد أهمية دعم الموسيقا في سورية التي خرجت منها أقدم نوطة موسيقية للعالم وتم فيها تدوين الموسيقا، مبيناً أهمية الزوايا الدينية التي اطلع عليها برحلته  الموسيقية ومنها الرفاعية والهلالية والنقشبندية والبادنجكية، وهي امتداد لروح الموسيقا التي شهدتها حلب.