تصنيع دبس العنب بالتجفيف الطبيعي عبر أشعة الشمس خلافاً للطريقة التقليدية المعروفة لإعداده بالغلي لساعات طويلة، طريقة وجدت فيها السيدة لينا البني فرصة للعمل المنزلي الموسمي كمشروع متناهي الصغر، ضمن قريتها الكفر بريف السويداء الجنوبي المعروفة بصناعة هذا المحصول.
لينا التي لجأت لهذه الطريقة بعد تجربة بدأتها منذ سنوات كما أوضحت لمراسل سانا، وجدت أن تجفيف العنب تحت أشعة الشمس لاستهلاكها في المنزل يعطي نتيجة مميزة من حيث الطعم واللون والقوام، فقررت اعتماد هذه الطريقة وتخصيص كمية من إنتاج البستان من العنب للدبس الشمسي كل موسم.
وعاماً بعد عام زاد اعتماد لينا على هذه الطريقة بدلاً من طهي العنب على النار، ولا سيما أنها توفر استهلاك الوقود إذ يحتاج لغليه أكثر من ثلاث ساعات متواصلة بالطريقة التقليدية، حيث أصبحت تكتفي بغلي بسيط لا يتجاوز نصف ساعة، مع الاعتماد الأكبر على أشعة الشمس لتجفيفه للدرجة التي يمكن حفظه بها لموسم الشتاء.
لينا السيدة الخمسينية اعتادت سنوياً بيع كميات من الدبس الشمسي مع ازدياد الطلب عليه لطعمه ومذاقه المميز، من خلال عصر العنب العصيري الناضج الذي يتصف بحلاوته وتصفية السائل الناتج عنه بعد ركود العصير لفصله عن العكر لتقوم بعدها بغليه وتجفيفه، كما أنها تساعد زوجها في بيع الزبيب وتحضر المؤونة لمنزلها من منتجات الأرض.
ما ينطبق على لينا تلجأ إليه بعض النساء ضمن منازلهن ومنهن وداد حمدان، التي ذكرت أنها تطبق هذه الطريقة منذ عامين كمؤونة منزلية فقط من الدبس، مبينة أنها وجدت فيها توفيراً للوقت والجهد والتكاليف.
ومن اللواتي طبقن هذه الطريقة للمرة الأولى منوة نكد التي وجدت فيها فائدة كبيرة حيث حصلت على منتج يحمل نقاوة وصفاوة ولوناً مميزاً، ما يشجعها لتطبيقها الموسم القادم، والتوسع دون الاقتصار على تأمين المؤونة فحسب بل التحول للبيع.
ووفق رئيسة دائرة التنمية الريفية الزراعية والأسرية في مديرية الزراعة بالسويداء المهندسة محسنة أبو سمرة، فإن تجفيف العنب طريقة كانت متبعة قديماً على نطاق محدود جداً بكميات قليلة، وبدأت تزداد تدريجياً لدى بعض النساء في منزلهن، مؤكدة أهميتها الاقتصادية لتوفير المحروقات من جهة وفوائدها الصحية لكون التجفيف يحافظ على القيمة الغذائية للمنتج، مبينة بالوقت نفسه أن تطبيقها للمنتجين الكبار يتطلب وجود مساحات واسعة لديهم لفرش المحصول وتجفيفه.
