بوليتيكو: أوروبا تتهم الولايات المتحدة بالتربح من الحرب في أوكرانيا

كشفت صحيفة بوليتيكو الأمريكية أن المسؤولين الأوروبيين غاضبون من سياسات الولايات المتحدة الأمريكية تجاه الأزمة الأوكرانية، ففي الوقت الذي تعاني به دول الاتحاد الأوروبي من أزمة طاقة وتضخم وركود اقتصادي تجني الولايات المتحدة ثروة جراء استمرار هذا الصراع.

ونقلت الصحيفة عن مسؤول أوروبي بارز قوله: “تتمثل الحقيقة في أنه إذا نظرنا إلى الأمر بهدوء فإن البلد الأكثر استفادة من هذه الحرب هو الولايات المتحدة، لأنها تبيع مزيداً من الغاز وبأسعار أعلى، وكذلك الحال بالنسبة إلى الأسلحة”.

وأوضحت الصحيفة أن رسميين أوروبيين أعربوا في السر والعلن عن قلقهم من الغضب المتزايد في أوروبا حيال الدعم الذي تقدمه أميركا للغاز والطاقة في أراضيها، فيما ترتفع أسعارهما في القارة العجوز، ما يهدد بتدمير الصناعة الأوروبية.

وقالت بوليتيكو: إن مسؤولاً بارزاً في الاتحاد الأوروبي وصف ذلك الوضع بأنه منعطف تاريخي، مضيفاً: “إن الضربة المزدوجة الناجمة عن تعطل التجارة وارتفاع أسعار الطاقة تخاطر بتأليب الرأي العام ضد المجهود الحربي والتحالف عبر المحيط الأطلسي وتهدد بتدمير الوحدة الغربية تجاه الأزمة الأوكرانية”.

ولفتت الصحيفة إلى أن أسعار الطاقة المرتفعة في أوروبا بسبب شراء الغاز من أميركا تؤدي إلى ارتفاع في أسعار السلع الأوروبية، ما يضعف قدرتها على المنافسة بحسب المسؤول الأوروبي نفسه الذي دعا أميركا لأن تدرك أن الرأي العام يتغير في عدد من دول الاتحاد الأوروبي.

ونقلت بوليتيكو عن كبير الدبلوماسيين في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل دعوته واشنطن إلى الاستجابة للمخاوف الأوروبية، مبينة أنه رغم الأصوات الأوروبية المعترضة لم تظهر واشنطن حتى الآن أي علامة على التراجع.

وذكرت الصحيفة بإعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن ارتفاع أسعار الغاز الأميركي (ليس ودياً) وكذلك دعوة وزير الاقتصاد الألماني واشنطن إلى إظهار مزيد من التضامن والمساعدة في خفض كلف الطاقة.

وأعرب وزراء ودبلوماسيون مقيمون في دول أوروبية أخرى عن إحباطهم من الطريقة التي تتجاهل بها حكومة الرئيس الأمريكي جو بايدن ببساطة أثر سياساتها الاقتصادية المحلية على الحلفاء الأوروبيين.

وقال تونينو بيكولا المسؤول الرئيسي عن العلاقات عبر الأطلسي في البرلمان الأوروبي: “إن الولايات المتحدة تتبع أجندة محلية للأسف تتسم بالتمييز ضد حلفائها”، بينما انتقد أحد الدبلوماسيين في الاتحاد الأوروبي قانون خفض التضخم، متسائلاً “هل ما زالت واشنطن حليفة لنا أم لا”.

وأشارت بوليتيكو إلى الغضب المتصاعد وراء الكواليس حيال الأموال المتدفقة إلى قطاع الدفاع الأميركي الذي يستفيد من الحرب، في الوقت الذي باتت فيه مسألة إعادة امتلاء مخازن بعض الأسلحة المتطورة في أوروبا قد تستغرق سنوات، بسبب مشكلات في سلسلة الإمداد وإنتاج الرقائق الإلكترونية.