السوريون وفيروزهم
٨٧ عاما ويستمر الحب

كما الشمس لابد أن تشرق كل صباح هكذا هو الحال بالنسبة لصوتها الذي يرافق السوريين في صباحاتهم وهم يستعدون للخروج  إلى اعمالهم اليومية ترافق فنجان قهوتهم الصباحية بصوتها الذي يخبرهم ان الشمس طلعت…

اجري لرزقك عبر المحطات التلفزيونية والاذاعية  التي تبث اغانيها يوميا  لتغدو بمثابة التحضير النفسي للجميع قبل الدخول في ازدحام النهار

إنها “نهاد حداد” وكما عرفها الجميع باسمها الكبير فيروز التي جعلته ذهبا عتيقا يزداد لمعانا مع تقادم الايام تكمل اليوم عامها السابع والثمانين ويكمل  السوريون مسيرة حبهم لصوتها الحاضر دائما معهم كما قاسيون الذي لايغادر دمشق  يرافقهم دائما من خلال ارشيفها الذي يشغل خيزا أساسيا من إرسال الاذاعات الرسمية والخاصة في إشارة إلى أن سوريا لم تنس فيروزها كيف يكون هذا وقد ولدت فنيا في الإذاعة السورية حيث إنه وفي مطلع الخمسينيات وبينما كان  مدير الإذاعة السورية انذاك الأمير يحيى الشهابي  جالسا في احد مقاهي بيروت سمع صوتها وطلب من حليم الرومي رئيس دائرة الموسيقا في الإذاعة اللبنانية انذاك ان يستدعيها بعد أن عرفه عليها قائلا انها فيروز وجاءت بصحبة عاصي ومنصور الرحباني فعرض عليهم الأمير الشهابي العمل مع إذاعة دمشق فوافقوا وخصصوا لهم يوم الأحد أسبوعيا لتقديم اعمالهم عبر  الأثير وأصبح للمكرفون السوري حصة كبيرة من صوتها لتكون البداية قبل أن تحتضنهم مواسم معرض دمشق الدولي الغنائية وذلك في عام ١٩٥٤ ليصبحوا من رموزه الخالده وبات لدمشق موعدا سنويا في شهر أيلول مع فيروز واستمرت مشاركتهم حتى عام ١٩٧٧ وقدمت خلالها السيدة فيروز العديد من اغانيها المميزة  اما عن مشاركتها الأخيرة لها في دمشق فكانت في عام ٢٠٠٨ في دار الأوبرا السورية حيث قدمت مسرحية “صح النوم” متجاوزة فيها كل الأقلام القاسية والأصوات الغاضبة التي طالبتها بالتراجع عن تقديمها بسبب الخلافات السياسة انذاك معبرةعن وفائها وحبها للشعب السوري الذي رأته اكبر من اي نقد كيف لا وهي من غنت أجمل القصائد لدمشق منها “احب دمشق” “قرأت مجدك” شام ياذا السيف “نسمت من صوب سوريا” والكثير من الاغنيات التي ارتبطت  بذاكرة السوريين على مدى عقود من الزمن عاشوا معها الزمن الجميل وحفظوا اغانيها بكل حب مجمعين على أن صوت السيدة فيروز استطاع بذكاء شديد الوصول للطفل والشاب والعجوز عبر نمط من الأغاني الشعبية والكلاسبكية والانتماء للوطن لسان حالهم يردد ماقاله الكاتب السوري “محمد الماغوط” صوت فيروز يصالحني مع الحياة.

إعداد مجد حيدر