أكد الدكتور حسن خضور سفير سورية لدى مكتب الأمم المتحدة والمنظمات الدولية في فيينا أن سورية تولي أهمية كبيرة للتعاون الوثيق مع منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية، وتثمن الجهود التي بذلتها في دعم تطوير الصناعة السورية، وهي تتطلع إلى انخراطها بشكل أكبر في العمل والتعاون مع سورية، وخاصة في ظل الظروف التي تعرضت لها منذ عام 2011.
وقال السفير خضور في بيان الجمهورية العربية السورية الذي ألقاه أمس أمام مجلس التنمية الصناعية الدورة الخمسون: لقد تركت ظروف الحرب الإرهابية والاقتصادية على سورية آثاراً كارثية على جميع القطاعات وبشكل خاص القطاع الصناعي، حيث تعرضت المناطق الصناعية لاستهداف ممنهج ومتكرر من قبل المجموعات الإرهابية المسلحة التي قامت بسرقة آلات المصانع ومحتوياتها ونقلها إلى تركيا وتدمير بعض تلك المصانع، كما خرجت جميع محطات معالجة النفايات الناجمة عن عملية التصنيع من الخدمة تدريجياً، وانخفض عدد المنشآت الصناعية والحرفية المحلية بشكل كبير جداً.
وأضاف خضور: لقد تأثرت المنافذ الحدودية بشكل كبير، حيث تم إغلاق عدد منها نتيجة أعمال التخريب وانتشار الجماعات الإرهابية، ناهيكم عن استخدام بعضها من قبل بعض دول الجوار لتسهيل عبور المسلحين الإرهابيين الأجانب وإمدادهم بالأسلحة وكل أشكال الدعم.
وأوضح خضور أن سورية عانت من تحديات وعقبات جمة شكلت في مجملها عائقاً في عملية التطوير، وفي مقدمة تلك التحديات الآثار السلبية الناجمة عن العقوبات والحصار الاقتصادي الخانق على الشعب السوري وفرض الإجراءات الاقتصادية القسرية الأحادية الجانب غير المسبوقة، تلك الإجراءات التي قوضت قدرة البلاد على النهوض بالقطاع التنموي والصناعي بشكل خاص في مجال التحديث والتطوير الصناعي.
وتابع خضور: لقد تعاملت الحكومة السورية مع تلك الأوضاع بإيجابية وقامت بإصدار التشريعات اللازمة التي تلبي حاجات المجتمع المستجدة بما ينسجم مع متطلبات التنمية المستدامة، كما تبذل الحكومة السورية جهوداً متميزة من أجل معالجة النتائج السلبية لهذه الأوضاع وجعلها في حدودها الدنيا.
وأضاف خضور: لذلك فإننا نتطلع ونعول على الدور الداعم والأساسي الذي يمكن أن تقوم به منظمة التنمية الصناعية “يونيدو” في دعم الحكومة السورية لإعادة بناء القطاع الصناعي باعتباره عجلة التطور الأساسية في أي بلد، وفي هذا الإطار نشكر المنظمة على تعاونها مع الحكومة السورية في التجهيز لإطلاق مشروع “تنشيط قطاع الصناعات الغذائية الزراعية” في سورية، حيث قام وفد من المنظمة بزيارة سورية في الفترة من 23 إلى 30-7-2022 للتحضير لإطلاق هذا المشروع ونأمل أن تقوم المنظمة بدور أوسع في دعم القطاعات الصناعية الأخرى، ولا سيما قطاع الصناعات الدوائية الذي تضرر بشكل كبير أثناء الحرب، علماً أن سورية كانت رائدة في صناعة الأدوية وكانت توفر نسبة كبيرة من احتياجات سورية في هذا المجال.
وختم خضور بيانه بالقول: إن حكومة الجمهورية العربية السورية تتطلع إلى إقامة شراكات عالمية عادلة مبنية على احترام مبادئ القانون الدولي وأحكام ميثاق الأمم المتحدة، وذلك لدعم جهود مؤسسات الدولة السورية لتجاوز جميع التحديات التي فرضتها سنوات الحرب الإرهابية المفروضة عليها والعوائق الجديدة التي خلفتها جائحة كوفيد19 وتحقيق أهداف التنمية المستدامة بعيداً عن التسييس.
وكانت بدأت يوم الإثنين الماضي في مقر الأمم المتحدة في فيينا أعمال الدورة الخمسين لمجلس التنمية الصناعية التابع لمنظمة “يونيدو” برئاسة المندوب الدائم لكوستاريكا السفير اليخاندرو سولانو والتي تستمر 3 أيام.
وقد ألقى المدير العام لمنظمة اليونيدو غيرد موللر بياناً افتتاحياً أشار فيه إلى النقاط والتحديات والصعوبات التي تواجه العالم لجهة التغير المناخي وشح المياه والأمن الغذائي، والحاجة الملحة للطاقة مع قلة الموارد، مشدداً على ضرورة الالتزام باتفاق باريس للمناخ الذي يدعو جميع الدول لخفض انبعاثاتها والعمل معاً لبداية التحول نحو عالم منخفض الكربون والتكيف مع آثار تغير المناخ.
كما جدد موللر دعوته الدول الصناعية الكبرى للالتزام باتفاق باريس باعتبارها المصدر الأول للانبعاثات الكربونية على حساب الدول النامية وبأهداف خطة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة 2030 ولا سيما الهدف التاسع المتعلق بالحد من انعدام المساواة داخل البلدان وفيما بينها.
وأكد على أهمية مبادرته للتقدم من خلال الابتكار وضرورة تطبيق الاقتصاد الدائري ودعم إنتاج الهيدروجين الأخضر واستخدامه في الصناعة.