يتجه الباحث الدكتور عدنان عويد إلى قضايا فكرية متنوعة تشمل الوعي والتنوير ومواجهة الفساد، ويحرص في كتاباته على الأسلوب التطبيقي والمنهجي والجمع بين الأدب والفكر والتركيز على قضايا المجتمع.
وفي حديث لـ سانا يرى عويد أن الثقافة في سياقها العام هي أنساق الوعي التي تجسد عملياً في الجانبين المادي والقيمي معاً، مشيراً إلى أن الفهم السائد أو الأكثر حضوراً عند الناس أن الثقافة كل ما يتعلق بالجانب القيمي.
ويدعو عويد وهو يشغل اليوم رئيس فرع دير الزور لاتحاد الكتاب العرب إلى إنتاج أدب وفن وبحوث أو دراسات رصينة تعبر عن قضايا الإنسان وتناقضاته الحياتية وسبل خلاصه عبر قيام المؤسسات الثقافية بدورها بما يخدم المجتمع، مؤكداً أن من واجب الباحث عكس هموم وقضايا وطنه.
الحرب التي تعرضت لها سورية اهتمت بها كل الأجناس الأدبية والفنية والبحثية، إن كان على مستوى الشعر أو القصة القصيرة أو الرواية أو الفن التشكيلي أو المسرح أو البحوث والدراسات وفق عويد، مبيناً أن الباحث هو ضمير المجتمع الإنساني عموماً وهو من يسجل تاريخ الحضارة التي ينتمي إليها، وهذا ما كان عبر التاريخ من ملحمة جلجامش مروراً بالأوديسة والإلياذة وعصر الانحطاط وصولاً إلى أدب المهجر والنكبة والنكسة، وبالتالي ما سجله الأدباء والفنانون عن مرحلة الحرب التي نعيشها اليوم ستشكل محطة أخرى في التاريخ.
وعن ثقافة دير الزور يلفت عويد إلى أنه منذ عامين تقريباً عاد فرع اتحاد الكتاب العرب فيها إلى حيويته، وبدأت النشاطات الثقافية تظهر داخل مقره مثلما أصبح هناك نشاط ثقافي متنوع وجيد في المركز الثقافي العربي وفي جامعة الفرات، معتبراً أن المشهد الثقافي يبشر بالخير ويدل على أن الأدباء والفنانين والكتاب لم تكسر همتهم الحرب, بل زادت بعضهم إصراراً وعزيمة على العطاء.
ويرى عويد أن النقد البناء العقلاني هو الوسيلة القادرة على توجيه دفة الأدب والفن والبحث نحو الحقيقة والمساهمة بضبط آلية الأعمال المنتجة ضبطاً منهجاً تصب في تنمية الفرد والمجتمع، مشيراً إلى أن مسألة تنمية العقل البشري تأتي قبل تنمية أي شيء آخر.
وبحسب عويد فإن بعض “أدبائنا وفنانينا وكتابنا يفتقدون إلى المنهج العقلاني في نتاجاتهم المختلفة والمتعددة”، متسائلاً عن كم الكتب التي كدست بسبب عدم قدرة كتابها أن يجعلوا نتاجاتهم إبداعية حقيقية تلامس هموم الناس الواقعية في الوقت الذي نرى فيه الناس يتهافتون على الكتاب الجيد المشبع بقيم العقل والتنوير ويقتطعون من لقمة عيشهم لشرائه.
والدكتور عدنان عويد باحث وكاتب عربي سوري, يكتب في قضايا النهضة والتنوير ويحمل دكتوراه بالعلوم السياسية، وهو عضو باتحاد الكتاب العرب لجنة البحوث والدراسات، وأستاذ محاضر في جامعة الفرات، ومن كتبه “الديمقراطية بين الفكر والممارسة وإشكالية النهضة في الوطن العربي من التوابل إلى النفط وغيرها” وشغل العديد من المناصب.