بدأ الأميركيون اليوم التصويت في انتخابات التجديد النصفي للكونغرس، في ظل محاولة الجمهوريين الحصول على غالبية من شأنها أن تشل جدول أعمال الرئيس جو بايدن للسنتين المقبلتين.
وذكرت وكالة فرانس برس أن الاقتراع سيؤدي إلى تجديد مقاعد مجلس النواب الأميركي بالكامل، وثلث مقاعد مجلس الشيوخ، إضافة إلى مجموعة من المناصب المحلية، حيث يبدو الجمهوريون بعد حملة شرسة ركزوا فيها على التضخم واثقين بشكل متزايد من فرصهم في تجريد بايدن من غالبيته الديمقراطية في الكونغرس.
وتعد انتخابات التجديد النصفي التي تجرى بعد عامين من الانتخابات الرئاسية، استفتاء على الرئيس الحالي الذي سعى معسكره لكسب الأصوات عبر تصوير المعارضة الجمهورية على أنها تهديد “للديمقراطية والمكتسبات الاجتماعية”.
ولكن ارتفاع الأسعار والتضخم يبقى الشغل الشاغل للأميركيين، في الوقت الذي يبدو فيه أن جهود بايدن للظهور على أنه رئيس الطبقة الوسطى لم تعطِ النتيجة المرجوة.
ووفق استطلاعات الرأي الأخيرة فإنّ المعارضة الجمهورية تملك فرصة في الفوز بما بين عشرة و 25 مقعداً إضافياً في مجلس النواب، وهي أكثر من كافية لتحصل على الغالبية، وفيما لا تزال الاستطلاعات أكثر غموضاً فيما يتعلّق بمجلس الشيوخ يبدو أن الجمهوريين سيحققون تقدماً فيه أيضاً.
وسيكون لفقدان السيطرة على مجلسي الكونغرس عواقب وخيمة على الرئيس الديمقراطي الذي أعرب عن نيّته الترشح في العام 2024 ما ينذر بإعادة مشهد الانتخابات الرئاسية التي جرت عام 2020.
وتشهد بعض الولايات الرئيسية انتخابات محتدمة وهي نفسها الولايات التي كانت بالفعل على المحكّ في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، وفي هذا السياق تسلّط الأضواء على بنسيلفانيا المركز السابق لصناعة الصلب، كما تدخل ولاية جورجيا في صلب المنافسات المحتدمة، حيث يحاول الديمقراطي رفاييل وارنوك أول سناتور من ذوي البشرة السوداء ينتخب في هذه الولاية الجنوبية ذات الماضي المعروف بالتمييز العنصري الحصول على إعادة انتخابه في مواجهة هيرشيل والكر، وهو رياضي سابق أسود يدعمه الرئيس السابق دونالد ترامب.
كذلك تشكل أريزونا وأوهايو ونيفادا وويسكنسن ونورث كارولينا مسرحاً لصراعات محتدمة، حيث يواجه كل المرشّحين الديمقراطيين مرشحي دونالد ترامب الذين يحملون الولاء التام للرئيس السابق.
وقد أنفقت ملايين الدولارات على هذه المنافسات، ما يجعل من هذا الاقتراع انتخابات نصف الولاية الأغلى في تاريخ الولايات المتحدة.