“إبداعات سورية” على أنغام الفرقة السيمفونية الوطنية السورية بدار الأسد

احتضن مسرح الأوبرا في دار الأسد للثقافة والفنون أمسية موسيقية حملت عنوان (إبداعات سورية)، أحيتها الفرقة السيمفونية الوطنية السورية بقيادة ميساك باغبودريان .

وشارك بالأمسية التي جاءت احتفاءً بأيام الثقافة السورية كل من عازف البيانو قيس الصفدي، وعازف العود كنان ادناوي، وعازف الكلارينيت باسم صالحة.

وكانت الآلات الوترية في المحطة الأولى من الأمسية النجم البارز بأنغام تناوبت بين الصخب والشجن بمرافقة عازف البيانو الشاب قيس الصفدي الذي أبدع بأداء موسيقا “حلم” من تأليف الموسيقي الراحل ضياء سكري وأعد توزيعها الأوركيسترالي صهيب السمان، وبعدها استحضرت الأوركيسترا مقطعاً من “قصيدة حب” للموسيقي السوري الراحل صلحي الوادي.

وفي المحطة الثانية تراقصت أنغام العود والبزق والقانون برفقة آلة البيانو ووتريات الفرقة السيمفونية على وقع رقصة “بولكا” للمؤلف الراحل محمد عبد الكريم، وأعاد بناء تأليفها الأوركيسترالي من جديد لتوازي التأليف الأساسي للرقصة.

وكان لموسيقا “الفقدان” من تأليف المايسترو عدنان فتح الله صوت ينطق للمرة الأولى على المسرح وعلى وقع شجن للوتريات بمرافقة البيانو يبوح بخبايا المشاعر الإنسانية، وبعدها انضمت الآلات النفخية والإيقاعية لتضفي على الأمسية صخب موسيقا “الدوامة” من تأليف الموسيقي عاصم مكارم لينضم بعدها عازف العود كنان أدناوي للأوركيسترا كعازف منفرد لأداء الحركتين الثانية والثالثة في موسيقاه التي حملت اسم “نزوة” ومقطوعة “رقصة حب”.

وحطت الأمسية رحالها في المحطة الأخيرة مع صور من الأغنية التراثية السورية برؤية موسيقية معاصرة، حيث قدم عازف الكلارينت باسم صالحة موسيقا من تأليفه بعنوان “تنويعات على قدك المياس” حمل فيها التوزيع الأوركيسترالي توقيع ناريك عبجيان، وختمت بموسيقا “دبكة1” من تأليف المايسترو عدنان فتح الله.

وعن الأمسية قال المايسترو ميساك باغبودريان: ” في حفل اليوم جمعنا باقة متنوعة من أعمال المؤلفين السوريين مختلفة عن بعضها بأساليب التأليف وأنماط اللغة الموسيقية المستخدمة، تتناول وجهة نظرهم بلغة موسيقية سورية لتقديمها للمجهور بمشاركة عازفين منفردين لخلق تنوع إضافي بالآلات الموسيقية”.

وأضاف باغبودريان: ” التراث هو البذرة الأساسية التي يبني عليها الموسيقي تأليف أعماله الفنية والذاكرة اللحنية السمعية الموجودة بروح كل إنسان وتظهر بإبداعات المؤلفين سواء كانت مستلهمة بأسلوب واضح ومباشرة أو مخفية، لكنه يؤثر بمضمونها بشكل أساسي ويبقى الأهم عدم التشويه بهذا التراث”.

ولفت المايسترو عدنان فتح الله إلى أن هذه الأمسية تعني الكثير له، كونها تحمل الهوية السورية بامتياز لإبداعات مؤلفين حملوا على عاتقهم شغف تطوير الموسيقا السورية وإغنائها بأعمال موسيقية مهمة.

وعن أعماله التي قدمت أوضح أنه عمل على تقديم الدبكة التي تعتبر أبرز عناصر التراث اللامادي السوري في كل المحافظات باسلوب موسيقي آلي بإيقاعات تعكس وجهة نظره تجاه هذا التراث، بينما صور في المقطوعة الأخرى معاناة الألم في حالات الفقدان.

وبين عازف الكلارينت باسم صالحة أنه ضمن احتفالية أيام الثقافة السورية اجتمع عدد من المؤلفين والعازفين والموزعين السوريين لتقدم فعالية مميزة ومتنوعة من حيث الأنماط الموسيقية، لافتاً الى أن موسيقاه حملت رسالته بتقديم آلته الاوركيسترالية الغربية لموسيقا عربية شرقية لإحياء التراث والفلكلور السوري بقالب معاصر يحاكي جميع الأذواق الفنية.

وعبر عازف البيانو الشاب قيس الصفدي عن سعادته بمشاركته مع الفرقة السيمفونية الوطنية لإحياء إبداعات موسيقيين سوريين برعوا بتأليف مقطوعات أوركيسترالية.