22 عملاً فنياً في المعرض الأول للفنان فهد طويل بمقهى ورق عتيق الثقافي باللاذقية

في معرضه الأول (الفن المصلوب) يضع الفنان فهد طويل رواد مقهى ورق عتيق الثقافي باللاذقية، ومحبي الفن أمام تجربة فنية متميزة، سواء من خلال اختياره فن الفيلوغرافيا “الرسم بالخيوط والمسامير” أو من خلال إثبات قدرة الإنسان على تعلم الفن والإبداع في أي مرحلة عمرية.

فن الفيلوغرافيا الذي يعتبر من الفنون الصعبة، ويعتمد بشكل أساسي على مهارة ودقة الفنان، عمد طويل إلى تطوير أدواته وتعديلها للخروج بأشكال مختلفة لتتميز أعماله الـ 22 بالتنوع من البورتريه إلى الطبيعة الصامتة والتعبيرية مع غنى بالموضوعات والأفكار المطروحة التي شغلت المرأة الجزء الأكبر منها برمزيتها كمصدر للحياة والجمال، إضافة للطفولة والتراث.

ويصر طويل على تقديم نفسه كهاوٍ للفن، وليس كمحترف له، فإنجاز هذه الأعمال تشكل بالنسبة له علاجاً نفسياً وتفريغاً لطاقاته، وخاصة بعد تقاعده من الوظيفة، الأمر الذي وفر له الوقت لتعلم هذا الفن، حيث قال: يشعرني بوجودي ويعطيني شعوراً جميلاً بالإنجاز.

ويوضح طويل في تصريح لمراسلة سانا طبيعة هذا الفن الذي يعتمد على المسامير والوصل بينها، من خلال الخيوط الملونة لتشكيل اللوحة، الأمر الذي يتطلب الصبر والدقة المتناهية والكثير من الوقت والجهد، موضحاً أن بعض الأعمال احتاج فيها أكثر من سبعة آلاف مسمار.

منذ بداية حبه لهذا الفن أنجز طويل ما يقارب 140 عملاً فنياً، والغاية من كل ذلك كما يؤكد أن يشعر بالإنجاز لنفسه بداية، والخروج بعمل جميل يسعد المتلقي.

وكما تأخذ أعماله وقتاً لإنجازها، استغرق تحضيره لإقامة معرضه الأول وقتاً طويلاً، واختار أن يكون في مقهى ورق عتيق الثقافي للتأكيد على أهمية وجود هكذا مقاه، لا تنشر الثقافة والفن فقط، وإنما المحبة من خلال القائمين عليه، موضحاً روح العمل في المقهى الذي يوظف ذوي الإعاقة، ما يجعلهم فاعلين ويؤدون دورهم في المجتمع.

لينا ضاهر صاحبة مقهى ورق عتيق تؤكد دوماً أن المقهى ليس مجرد مكان، وإنما هو فكرة جميلة لديه رسالة يحاول أن يؤديها، سواء أكان فنياً أم إنسانياً، من خلال احتضان ذوي الإعاقة ودمجهم بالمجتمع بطريقة صحيحة، أو من خلال استقطاب وتبني الأنشطة الأدبية والفنية والإضاءة على المواهب المغمورة، والتعريف بكل أشكال الفنون.

وأشارت إلى أن ما يقدمه الفنان طويل هو فن قليل تواجده في بلدنا، وقلة هم من يقدمونه، فكان من المهم الإضاءة عليه، والتعريف بهذه الأعمال الفنية الجميلة التي تتطلب الكثير من الدقة والمهارة