“وثيقة وطن” تطلق كتاب الأسير المحرر الشهيد مدحت الصالح ابن الجولان العربي السوري المحتل

أطلقت مؤسسة (وثيقة وطن) كتاب الأسير المحرر الشهيد مدحت الصالح ابن الجولان العربي السوري المحتل بذكرى مرور سنة على استشهاده برصاص الغدر الصهيوني في منزله في عين التينة.

وتضمنت الفعالية التي أقيمت في مكتبة الأسد الوطنية اليوم عرض فيلم وثائقي مدته 20 دقيقة، تحدث عن الشهيد الصالح، وهو من انتاج مؤسسة (وثيقة وطن)، وفيلم قصير عن المؤسسة وما تقوم به من مشاريع توثيقية وفق منهجيات بحثية وعلمية معيارية توثق التاريخ المعاصر.

وقالت رئيس مجلس أمناء المؤسسة الدكتورة بثينة شعبان في كلمة: “في زمن تمثل فيه الحركة الأسيرة في سجون الاحتلال أبهى صور المقاومة والإيمان بالأرض، ويقوم الشعب الفلسطيني البطل بانتفاضة شجاعة ضد احتلال استيطاني عنصري بغيض، نحتفي اليوم بالذكرى الاولى لاستشهاد الأسير الجولاني المحرر الشهيد مدحت الصالح لنتشاطر ما رواه من قصص الآباء والعزة، وما أضاء من نفحات من داخل المعتقلات الاسرائيلية الظالمة والمظلمة”.

وأضافت الدكتورة شعبان: “في هذا التوقيت الذي تعاني فيه الأمة من كبوة بعد إشغال الدول العربية الأساسية بحروب مخطط لها وممولة من أعدائها نلجأ إلى الذاكرة المؤمنة بالأرض والدفاع عنها مهما غلت الأثمان، حيث وجدت مؤسسة (وثيقة وطن) أن أحد وثائق رصف الصف وتجديد الإيمان بالحق والقضية هو الثبات ونقل ومضات من مقابلات مع الشهيد الصالح الغنية بصلابة صموده وإيمانه المطلق بقضيته وتحديه المستمر لإرادة العدو وإجراءاته”.

واستعرضت الدكتورة شعبان المسيرة النضالية للأسير الشهيد الصالح وما اختزنه في ذاكرته وهو صاحب القضية، ليكون نموذجاً يحتذى في وجه محاولات الاحتلال الصهيوني اختراع الأساطير عن قوته وسطوته، ولكن الأعمال الجبانة التي يقوم بها من ملاحقة الأسرى المحررين والكتاب والشعراء والرسامين والمناضلين تبرهن بما لا يقبل الشك أنه أجبن من على هذه الأرض، مشيرة إلى أن دراسة الاغتيالات التي مارسها بحق الفلسطينيين والعرب والمقاومين تظهر كم هو متوجس وجبان وخائف ومرتعش من أصحاب الحق المؤمنين بقضاياهم.

وفي كلمة أسرة الشهيد أكد الدكتور ياسر الصالح أن الشهداء عنوان الحرية والفداء والمقاومة وهم الشهود على الاحتلال وجرائمه وعلى حقوقنا المشروعة، مبيناً أن شهادة أخيه مدحت منحتهم الفخر والاعتزاز، فصورته ترسم أبهى صور الشجاعة والوفاء للجولان وفلسطين والأمة العربية، وهو الذي لم يعرف في دربه إلا إنارة قناديل المقاومة وعشق الوطن ومساعدة الأهل والمجتمع.

وأشار الدكتور ياسر إلى أن الصالح باستشهاده كان فارساً لخص قصة النضال بابتسامته، لافتاً إلى أن دماء الشهداء هي التي ترسم حدود الوطن، وهي التي تزرع الأمل بالخلاص من الاحتلال عبر الصمود والمقاومة والنضال والتضحية.

زوجة الشهيد مدحت السيدة هدية أبو زيد قالت: إن الدماء الطاهرة قدمت لوطن عشقناه منذ نعومة أظفارنا ورسمناه في قلوبنا وأحلامنا قبل أن تراه أعيننا، وهو الوطن المقدس الذي لا نحلم ببديل عنه ولا نرضى إلا بعلمنا السوري كفنا لأجسادنا، مستعرضة ما قام به أبناء الجولان في تحدي جبروت الكيان الغاشم لتنتصر الإرادة وحب الوطن والتمسك بكل ذرة تراب فيه.

وفي ختام الفعالية قدمت النسخة الأولى من كتاب الأسير المحرر الشهيد مدحت الصالح ابن الجولان العربي السوري لعائلة الشهيد، وهو يضيء على الجولان وأهله وعلى قضية الأسرى والمعتقلين وحوادث حياتهم بحلوها ومرها، عبر سرد توثيقي على لسان الشهيد مدحت، ومن خلال الوقوف على أبرز محطات حياته التي قضاها في النضال والصمود دفاعاً عن القضية.

والكتاب بني على سبع مقابلات مع الشهيد الصالح في مؤسسة وثيقة وطن، إضافة إلى مقابلة واحدة مع زوجته وثقت خلالها لحظة اغتياله كما شهدتها.