محاربو حمص القدماء: انتصار تشرين عزز قيم الرجولة والتضحية في نفوس أبناء الوطن

بفخر واعتزاز يستذكر محاربو حمص القدماء انتصار حرب تشرين التحريرية، التي عززت قيم الرجولة والتضحية في نفوس أبناء الوطن على مر السنوات، وأنبتت رجالاً أبطالاً ميامين قاتلوا وصمدوا، وانتصروا وما زالوا.

العميد الركن المتقاعد منذر اليوسف رئيس رابطة المحاربين القدماء بحمص، والذي شارك بحرب تشرين التحريرية استذكر أيام ما قبل الحرب والاستعداد لها من خلال عمليات التدريب، التي شملت أساليب متنوعة لإعداد المقاتلين لخوض المعارك بمختلف أنواعها.

ويبين اليوسف أنه كان ضابطاً في إحدى النقاط المتقدمة وأنه شهد زيارات ميدانية عدة من قبل القيادة العامة لتفقد الخطوط الأمامية وإعداد الخطط، ليأتي اليوم الموعود وتبدأ العمليات، حيث بدأ الطيران السوري بقصف قوات الاحتلال في مرصد جبل الشيخ وإخماد أدوات رصده وتدميرها، لتبدأ رميات المدفعية على كل قطاعات الجبهة بدك حصون ونقاط إسناد جيش العدو قبل أن تتقدم القوات البرية تحت مظلة نيران المدفعية، وتعبر خنادق العدو مدمرة كل النقاط والمواقع، فيما فرت مجموعات العدو من أرض المعركة متقهقرة إلى عمق الأراضي المحتلة أمام شدة ضربات قواتنا المسلحة.

ويؤكد العميد اليوسف أن لحظة اندلاع العمليات كانت لحظة عظيمة لا تنسى وأكدت للعالم بأننا شعب لا ينام على ضيم وقادر على إرجاع حقوقه بكل ما أوتي من قوة.

العقيد الطيار المتقاعد محمود عبد السلام قال: إنه كلف قبيل الحرب بعدة مهام استطلاعية وأخرى قتالية، حيث أسقط في شهر أيلول قبل اندلاع الحرب طائرتين إسرائيليتين فوق قطاع محافظة طرطوس.

ويصف عبد السلام حال الطيارين السوريين وشوقهم لمقارعة العدو لرد الاعتبار ولإثبات جدارتهم ويقول: “كان نسورنا على أتم الجهوزية والاستعداد ويتسابقون على تنفيذ المهام الموكلة إليهم على عكس طياري العدو الذين كانوا يهربون من المواجهة وهذا كان مدعاة فخر لنا”.

ويشير العميد المتقاعد فايز الشامي إلى أن لحرب تشرين التحريرية “ذكرى كبيرة في نفوسنا لكونها أعادت الثقة بجيشنا وقدرته على استخدام جميع صنوف الأسلحة الحديثة وأننا بالإرادة والعزيمة قادرون على تحقيق النصر وأن الجندي العربي السوري مستعد بشكل دائم لتقديم التضحية والفداء عندما يتعلق الأمر بأمن الوطن وعزته، وهذا ما أكدته لاحقاً الحرب على الإرهاب، التي يخوضها بواسل جيشنا منذ عشر سنوات”.

بدوره يوضح المقدم المتقاعد محرز بلال أن انتصار تشرين كان له “أثر كبير في نفوس أبناء القوات المسلحة والشعب السوري والعربي عامة”، لافتاً إلى أنه لم يكن قد انضم إلى صفوف الجيش العربي السوري أثناء الحرب لكنه التحق بالجيش بعد الحرب بفترة قصيرة، ويقول: “تربينا في الجيش على القيم والمبادئ، التي قاتل جيشنا بها، وواجه العدو وهذه القيم علمتنا وما زالت تعلم مواكب الملتحقين بالجيش أن نكون جنودا مستعدين بشكل دائم للدفاع عن وطننا وحفظ حدوده وأمان مواطنيه”.