(صلوات للحرية)… مجموعة شعرية ترصد الانعكاسات الذاتية والاجتماعية في حياة الأديب عبد الكريم ناصيف

(صلوات للحرية)… مجموعة شعرية للأديب عبد الكريم ناصيف، ترصد ما مر به من تجارب اجتماعية وإنسانية بأسلوب شعري عفوي غلبت عليه العاطفة الصادقة والموسيقا التي جاءت متلائمة مع الحالة الوجدانية للشاعر.

وتنوعت قصائد المجموعة بين تجاربه الذاتية وبين ما انعكس في داخله خلال تعامله مع بيئته وزملائه وأصدقائه، فاعتمد الأسلوب المباشر الذي يقترب من ذائقة المتلقي بشكل عام، حيث جاءت قصائده تدل على خلاصة ما عاناه، وذلك بأسلوب الشطرين واختيار حروف الروي بما ينسجم مع الموضوع الذي تريده القصيدة العفوية، كما جاء في نص بعنوان حكم الذي قال فيه:

محن الدهر محك للرجال.. أيها الباحث في علم الخصال.

كما جاء الوطن جلياً في نصوص مجموعته التي التزم فيها بالموسيقا والروي وأسلوب الشطرين لتتلاءم مع الحماسة الوطنية وحب الأرض والتراب، كما جاء في قصيدة دمشق الحرية كقوله:

دمشق أيتها الحسناء رافلة.. من الدمقس بزي الثوب مزدان.

وبين الكتاب أن ناصيف تأثر ببعض الشعراء الذين كتبوا عن دمشق، كالشاعر نزار قباني حيث كتب بأساليبهم التي كانت تروق له كقوله:

دمشق يا شامة الدنيا وزينتها.. يا روضة الخلد من عطر وألحان.

ويبدو في المجموعة الصادرة عن الهيئة العامة السورية للكتاب أن شعر التفعيلة أكثر تمرسا عند ناصيف من شعر الشطرين، معتمدا على الاستعارات والرموز والصور كقوله في قصيدة (صلوات إلى عشتار):

كنت قد صدت غزالين ووعلا ومهاة ..أي صيد لاحتفال رائع كان سيجري.. فتغني الحور أحلى الأغنيات.

وينتقد الشاعر في مجموعته التي تقع في 303 صفحات من القطع المتوسط بأسلوب متوازن موضوعي المتآمرين والإرهابيين الذين يأخذون حق غيرهم ويتسربون إلى أماكن لا يستحقونها، كقوله في قصيدة (عصر الرصاص):

بعصر الرصاص تعيش الثعالب أحلى حياة.. وينعم فيه قبيل الناموس.. وجنس الأرانب والزاحفات.. لأن الثعالب تعلم وقت الصعائب كيف تروغ..

للأديب عبد الكريم ناصيف العديد من الإصدارات الأدبية المختلفة في الرواية، الحلقة المفرغة والبحث عن نجم القطب والمخطوفون ومواجع الشتات، وفي مجال البحوث والدراسات (سياسة الأمر الواقع)، كما كتب في المسرح والدراما، حيث تبوأ العديد من المناصب الإدارية في اتحاد الكتاب العرب ووزارة الثقافة.