توثق رواية ربيع الذئاب للكاتب والإعلامي محمد خالد الخضر كثيراً من إحداثيات الحرب الإرهابية على سورية منذ بدايتها، وسلوكيات العصابات الإرهابية التي لم يتدخل الخيال فيها إلا لتحسين الأحداث وربطها بجماليات الأمكنة التي دارت عليها معارك الجيش العربي السوري في مواجهة المؤامرات والحروب.
الرواية التي كتبها مؤلفها بمداد الحب والحزن على ما حلّ بوطنه تسلط الضوء على أحداث واقعية عاشها أبطال حقيقيون، والتي تدور حول نقطة أساسية ومهمة وهي الدفاع عن الوطن وعزته وكرامته ضد كلّ ما يتعرض له من نكبات حتى إذا كان الثمن هو الروح، حيث تمكن المؤلف من خلق علاقة مع المتلقي لأنه من أحد من شخوصها.
بدأت الرواية الصادرة عن دار سين للطباعة والنشر والإعلان بخطف صلاح الذي يعمل في إحدى الوسائل الإعلامية إضافة لكونه شاعراً وناقداً، على يد العصابات الإرهابية المتكونة، وفق ما جاء بالرواية، من الملاحقين والمطلوبين أخلاقياً وأمثالهم، ليواجه كل أنواع التعذيب من أجل العمل معهم ضد وطنه.
وتوضح الرواية أنه رغم كل ما تعرض له صلاح من عذاب وتنكيل من قبل الإرهابيين ليجبروه على أن يسجل لقنوات معارضة كان يفجعهم بأجوبته، كما كانوا، إضافة إلى تعذيبه، يهددونه بخطف أولاده لكنه صمم على الموت بشرف وشجاعة.
وبعد مرور أيام على اختطافه اقتحم الجيش مكانه وحرروه، حيث ضمّه أحد الجنود ليهنئه بسلامته ليقول صلاح: “شعرت بالجيش العربي السوري يضمني بأكمله” ليعود بكبريائه إلى بلدته ليراها محتلة من قبلهم ثمّ يواصل المواجهة ضدهم وضد مشغليهم بكلّ ما لديه من إمكانيات ثقافية وفكرية ليستنهض همم أصحابه وزملائه.
وفي سياق أحداث الرواية نرى أن أحد أبناء بطل الرواية تأثّر بأبيه وافتخر بما فعله من أجل وطنه، فصار يواجه الإرهابيين من خلال عمله كضابط في الجيش العربي السوري، أما ابنه الصغير حسين صار يواجه المواقع الإلكترونية التي تحاول النيل من وطنه ويعمل على تدميرها تضامناً مع مواقف أبيه.
وبالرغم من اعتماد الرواية على الواقعية والقليل من التخييل سيطرت العاطفة عليها فكان الحزن أكبر من الزمان والمكان، ليتدخل الخيال في نهايتها ويستشهد البطل دفاعاً عن وطنه الذي أحبه، ليأتي أحفاده من بعده ليكملوا طريقه في الدفاع عن الوطن كلّ في مجال اختصاصه.
وتكشف الرواية في نهايتها أن أحفاده الثلاثة يفكّرون بالانتقام لجدّهم صلاح ونقل جثته إلى قريته التي حرّرها أبطال الجيش العربي السوري لتعلن الرواية بداية جزء آخر يحمل الكثير من المفاجآت والوقائع الحقيقية.
وتعتبر هذه الرواية التي تقع في 117 صفحة من القطع المتوسط هي أول عمل روائي للكاتب تضاف الى رصيده الشعري والنقدي والإعلامي.