حرب تشرين التحريرية
الذاكرة السورية تشع فخرا

تعود ذكرى حرب تشرين التحريرية لتذكرنا بتاريخ كُتب بدماء أبطال نذروا أنفسهم للوطن ورسموا حدوده ليكون نصراً وأكثر هو عز وأكبر، ملحمة وأعظم حلم تحقق، قيد تكسّر، احتلال زال إرادة انتصرت واسطورة زائفة اندثرت، أرض استُردت جيش ضحى شعب صمد وعدو بالهزيمة أقر واعترف هي نتيجة ذاك اليوم التشريني حيث كانت ساعة الصفر وفي زمن محدد من بعد ظهر السادس من تشرين الأول بتوقيت الجولان المحتل فقد هبَّ رجال لبوا واجب النداء الوطني المقدس دفاعا عن أرضهم وكرامتهم ولاستعادة حقهم المغتصب منطلقهم ودافعهم ماقاله حينها القائد الخالد حافظ الأسد  ” إنكم اليوم تدافعون عن شرف الأمة العربية وتصونون كرامتها وتحمون وجودها وتضحون كي تحيا الأجيال القادمة هانئة مطمئنة” ففي هذا اليوم التشريني المجيد الموافق ل ٦تشرين الأول من عام ١٩٧٣ والمتزامن مع يوم العاشر من رمضان كان يوما فاصلا بين استعادة الحق المغتصب ومواجهة العدو الاسرائيلي فما أُخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة حيث شكلت حرب تشرين التحريرية ردا قويا على نكسة حزيران عام ١٩٦٧ واثبتت ان العدو الاسرائيلي ليس قوة يستحيل التغلب عليهاالساعة الثانية ظهرا عقب بدء الهجوم وبتنسيق هجومين متزامنين على العدو الاسرائيلي أحدهما على جبهة سيناء المحتلة للجيش المصري والآخر للجيش السوري على جبهة هضبة الجولان المحتلة حيث حققت أهدافها وكان هناك إنجازات ملموسة في الأيام الأولى للمعارك فعلى الجبهة السورية اقتحم الجيش العربي السوري من اتجاه الجولان وانتهت عمليات اليوم الأول بنجاح كبير وتمكنت معظم القوات من عبور الخندق المضاد للدبابات واستولت على معظم المواقع الأولى المعادية وتمكنت من مواجهة الاعداء على الجبهتين السورية والمصريه وحطمت تحصينات الجيش الاسرائيلي مشكلة معركة جبل الشيخ في مرصده ومعركتا “تل السقي وناب” وفي اليوم الثاني تابعت التشكيلات العسكرية تقدمها في عمق مواقع العدو وخاضت الدبابات معارك قوية في كفر نفاخ فكانت بسالة المقاتلين أقوى بكثير من الهجوم التصادمي الذي اتبعته دبابات العدو هجوما تلو الهجوم واستمرت المعارك المشرفة في الأيام التالية من عمر الحرب منها دير العدس وجباتا الخشب ومعارك جبل الشيخ وصولا إلى حرب الاستنزاف التي امر القائد الخالد حافظ الأسد بشنها في ٣ آذار عام ١٩٧٤ ضد العدو الاسرائيلي واستمرت ٨٢ يومالذكرى التاسعة والأربعون لانتصار تشرين تأتي وتعود بالذاكرة لمفخرة يعتز بها كل سوري وما أشبه الأمس باليوم حيث يعيش السوريون الذكرى التاسعة والأربعون لحرب تشرين التحرير ومعظم ربوع سوريا عاد إليها الأمن والأمان بفضل تضحيات أحفاد من صنعوا نصر تشرين لتبقى ورود تشرين تتفتح نصرا وفخرا ويبقى يوم السادس من تشرين الأول بحق كما وصفه  القائد الخالد حافظ الأسد “يوم السادس من تشرين ستظل له هيبته ستظل له عظمته سيظل له عنفوانه وخلوده.

إعداد مجد حيدر