تنور الطين موروث شعبي يحافظ على وجوده في مصياف بريف حماة

تعد صناعة تنور الطين إحدى أبرز الصناعات الشعبية المعروفة في منطقة مصياف بريف حماة، حيث ما زالت هذه المهنة قائمة حتى اليوم، وما زال بعض الناس يزاولونها، ويؤكدون أنهم يستمتعون بها كحرفة فنية تراثية، ومصدر رزق للكثير من العائلات التي تعتمد عليها في دخلها الاقتصادي.

وتتركز صناعة تنور الطين في المناطق الريفية التي ما زال سكانها يفضلون استخدامه بديلاً عن الأفران الحديثة التي تعمل بالكهرباء أو الغاز، وهذا ما أكدته السيدة تركية العلي من قرية جب رملة بريف مصياف لمراسلة سانا، وذلك لما يعطيه تنور الطين من نكهة خاصة للخبز والذي يتأثر بنوعية الخشب المستخدم في إيقاده، ومتعة في إعداد الخبز والمعجنات ،لافتة إلى أنه على الرغم من الصعوبات التي تواجهها المهنة، لكن هناك محاولات مستمرة لإحيائها.

وحول طريقة صنع التنور شرحت العلي خطوات صناعته بجلب نوع من التراب الخاص الذي يميل لونه للأزرق، ويتم خلطه بكمية قليلة من التراب الأحمر النقي المحلي، ومن ثم يخلط بالماء مع تحريكه إلى أن يصبح بقوام سميك، وخلط كل كمية قليلة من العجين بكمية من خيطان الخيش، ويتم دقه حتى يصبح المزيج متجانساً، وتصبح عجينة متماسكة، ثم يتم صنع طبقات التنور الواحدة تلو الأخرى حتى يكتمل، ومن ثم يترك في الشمس ليجف.

وأضافت: إن فرن التنور يثبت بشكل مائل على قاعدة مع ترك فتحة ومجرى للهواء أسفل التنور، وبعد عملية تثبيته توضع الحجارة وترص حوله وتترك مساحة حوله لرق العجين وسهولة استخدامه.

الشاب محمد العلي أشار إلى أن والدته تقوم بصنع بعض أنواع الفطائر والمعجنات والخبز لأهل بيتها، لأن له طعماً خاصاً وشهياً، ويعيد لنا بعضاً من ذكريات الطفولة، وهو جزء من تراثنا على حد تعبيره، مبيناً أن التنور أصبح مصدر رزق لكثير من الأسر، ولاقى انتشاراً واسعاً في أغلب المناطق.