الشاب محمد عيسى ينفذ قطعاً من الموزاييك الدمشقي تحمل روح التراث

تعد حرفة الموزاييك الدمشقي من أقدم المهن العريقة التي اشتهرت بها مدينة دمشق على مر التاريخ، وما زال صناعها وحرفيوها يتمتعون ببراعة تشكيل هذا الفن الذي يحمل تاريخ المدينة وعراقة اسمها.

ومن ضمن الحرفيين الشباب الذين ما زالوا ينتجون قطعاً من الموزاييك الدمشقي المنجزة بإتقان الحرفي الشاب محمد عيسى من بلدة حمورية بغوطة دمشق الذي قال لنشرة سانا الشبابية: إنه يزاول هذه الحرفة منذ أكثر من 17 عاماً، حيث تعلمها من شيخ الكار في حمورية “مضيفاً: بعد إتقاني لأسس العمل والتصنيع افتتحت ورشتي الخاصة بالتعاون مع عائلتي، حيث نصنع فيها منتجات خشبية من الموزاييك مزخرفة ومطعمة بالصدف والعظم لتشكل قطع أثاث منزلية ومكتبية مثل “أثاث الصالونات أو ديكورات المكاتب أو غرف النوم أو الكراسي أو الأبواب وغيرها”.

ولفت إلى أن هذه الحرفة تعتمد بشكل أساسي على خيال الحرفي في تطعيم الخشب خاصة الجوز وتحويله إلى أشكال فنية باستخدام الصدف والعظم مستعرضاً مراحل العمل والتي تشمل تفصيل القطعة الخشبية، ثم حفرها وتثبيت الصدف أو العظم عليها بلاصق خاص للخروج بتصميم يحمل روح وإحساس من صنعه.

وحول آلية تسويق منتجاته أوضح عيسى أنه يسوقها عبر المعارض والبازارات إلى جانب البيع المباشر في محله، لافتاً إلى المتعة التي يشعر بها لدى الانتهاء من إنجاز أي قطعة وكأنها القطعة الأولى وخاصة أنه يحب هذه الحرفة كثيراً ويعمل بها بهدف الحفاظ على التراث السوري وحمايته من الاندثار وتأمين مصدر مدر للدخل.

وختم عيسى حديثه بالإشارة إلى سعيه الدائم لتطوير هذه الحرفة مع الحفاظ على التراث، وذلك من خلال إدخال الأحرف والآيات القرآنية على بعض القطع بما يضفي جمالية عليها ويلبي رغبات الزبائن.

هذا وعرف الدمشقيون حرفة صناعة الموزاييك منذ القرن التاسع عشر وظهر ذلك واضحاً من خلال التنوع الكبير في منتوجاتهم الخشبية المزخرفة والمطعمة بالفضة والصدف والعظم.