الشاب إيهاب سيف.. يواجه إعاقته البصرية ويسجل حضوراً فاعلاً في المجتمع

واجه الشاب إيهاب سيف إعاقته البصرية ومرض البهاق الذي أصابه وأضفى لوناً أبيض لشعره منذ سنوات طفولته المبكرة، بإرادة مهدت له درب الحياة، وساعدته في تسجيل حضور متميز وفاعل بين أفراد المجتمع من الجوانب الفنية والتعليمية.

إيهاب 21 عاماً الذي يمثل عنواناً للجد والاجتهاد في خضم الحياة الإنسانية، حول ظروفه القاسية إلى مرحلة تحد، كللها بإجادته الغناء الطربي الأصيل والعزف على آلة العود، والمشاركة كما ذكر مع العديد من الفرق المحلية الموسيقية بحفلات وأمسيات، وصولاً إلى قيادته مؤخراً فرقة موسيقية حديثة العهد في نادي الشباب الثقافي التابع لفرع اتحاد الكتاب العرب بالسويداء، واستقطاب العديد من المواهب الصاعدة إليها.

وبين إيهاب المنحدر من بلدة عرى بريف السويداء خلال حديثه لمراسل سانا أنه تعلم العزف بعمر 8 سنوات، من خلال دروس وضعته في الطريق الصحيح للعمل على تطوير إمكاناته لاحقاً، بالاعتماد على حاسة السمع بشكل كبير، مستفيداً من موهبته وحبه للفن وتشجيع ودعم الأهل له.

وتماشياً مع تميزه فنياً، تابع إيهاب تحصيله العلمي ووصل حالياً في دراسته إلى السنة الثالثة في كلية الهندسة المعلوماتية في جامعة اليرموك الخاصة (اختصاص برمجيات)، متجاوزاً ما واجهه من صعوبة بالقراءة لكون الرؤية لديه ضعيفة جداً، من خلال مساعدة أهله أولاً ثم التوجه فيما بعد لتكبير الكلمات عبر شاشة جهازه المحمول، ليتمكن من رؤيتها قليلاً مع وجود أساتذة يكتبون له عند تقديم الامتحانات الإجابات التي يعطيها حول الأسئلة الموضوعة.

إيهاب المعتمد على نفسه بشكل كامل، لديه شغف لتعلم أي شيء جديد يحرك ذهنه كما أوضح، وخاصة في الرياضيات والفيزياء، كما يحب التفكير بطريقة مجردة مستقلة بعيدة عن أي تأثير خارجي عليه، كاشفا عن طموحاته للحصول على درجة الدكتوراه بالهندسة، والوصول إلى مرحلة أكثر تقدما في مجال الفن، وتوظيفه في رسائل هادفة.

(لا شيء مستحيلاً لتحقيق الهدف)، عبارة يؤمن بها إيهاب الذي يجد أن كل إنسان عندما يمتلك الفكر والقدرة على التفكير، يستطيع مواجهة وحل أي مشكلة أو صعوبة تعترضه في حياته.

ووفق رئيسة فرع اتحاد الكتاب العرب بالسويداء وجدان أبو محمود، فإن إيهاب يطرب كل من يستمع إلى غنائه وعزفه المتقنين، وتم تكليفه قيادة فرقة نادي الشباب الثقافي بالفرع، نظرا لإمكاناته وقدراته، مبينة أنه يعد نموذجا لامتلاك الإرادة وتحدي الصعاب، وقدوة لغيره من الشباب، كما يملك ثقة عالية بنفسه وحضورا وكاريزما على المسارح، إضافة إلى وجود شعور لديه بالتفوق يساعده في نجاحاته مع امتلاكه حالة إحساس بإرادة الحياة، رغم  كل الظروف.

وحسب العازف الشاب عدي الحلبي، فإنه من خلال مشاركته مع إيهاب بالعمل الفني اكتسب منه الخبرة والمعرفة والوعي، ولمس لديه حالة المثقف بمختلف المجالات، بينما بينت المغنية الشابة روان البدعيش قدرة إيهاب على منح التفاؤل والقوة والثقة والطاقة الإيجابية لحب الحياة لكل من يعمل معه، أو يعرفه.