الذهب التراثي جمالية تحافظ على مكانتها لدى أهالي الجزيرة السورية

تميزت محافظة الحسكة بصناعة (الحلي التراثي) الخاص بالمناسبات الاجتماعية، حيث ترتديها النساء في مدن وقرى المحافظة، وتتميز هذه القطع من المجوهرات بكثرة الإقبال عليها، رغم التعديلات التي أدخلت عليها إلا أنها لا تزال تحتفظ بشكلها التقليدي وطابعها التراثي.

وأهم هذه القطع التراثية التي ما تزال رائجة في سوق الصاغة بالحسكة وتشهد إقبالاً رغم ارتفاع أسعار الذهب، (المباريم والعران والوردينة والصويلحات والدلاعة والزميم والمحزم والحجول والمقدار وما يعرف بكرسي جابر).

ويبين الباحث في التراث أحمد الحسين في حديثه لـ سانا أن المرأة في محافظة الحسكة استخدمت خلال القرن العشرين أنواعاً متعددة من الحلي والمجوهرات بعضها من الذهب، وأخرى من الفضة والخرز والأحجار الكريمة، وتنوعت قطع الحلي، فمنها ما يزين به الرأس أو العنق أو الأذن أو الأنف والخصر، إضافةً لما يلبس باليد أو الساق.

وأوضح أن أشهر قطع الحلي هي ما يوضع على الرأس، ويأخذ شكل (الهلال) وهو على شكل هلال ذهبي مقلوب نحو الأسفل تتدلى منه صفائح دائرية يرصع ببعض الأحجار الكريمة والخرز ويعلق من منتصف الرأس ليغطي نفس الجبين، ويثبت موصولاً بغطاء رأس المرأة، ترافقه حلي لبس مع الهلال على شكل أهرامات معتدلة تسمى (الصويلحات) توضع على حواف الرأس، وقد تلبس هذه القطع منفصلة على حسب رغبة السيدة، وهي ذات دلالة معنوية على أن هذه السيدة أو الفتاة تحظى بمكانة رفيعة عند أهلها أو زوجها حسب وضعها الاجتماعي.

وأشار الحسين إلى أن من بين حلي الزينة (الشويحي) وهو الحزام، وكان في البدايات يصنع من الصوف الملون وتطور بعدها لمعدن الفضة وصولاً للحزام الذهبي الذي لازال مرغوباً وخاصة لدى الفتيات، ومن القطع التراثية (الوردة) التي تلبس في الجهة اليمنى من الأنف و(الخزامة)، وتلبس في الجهة اليسرى، و(العران) وهي نفس الخزامة ولكن بحجم أكبر.

بدوره بين الحرفي الصائغ محمد بعاج أن قطع الذهب التراثية تشهد إقبالاً من الأهالي في المنطقة حتى الآن رغم ارتفاع أسعار الذهب حالياً، ومن بين القطع التراثية التي تروج حالياً وتشهد طلباً كبيراً (حلق الشعير وحلق الورق ومقادير المنقوش عليها هلال ونجمة وبأحجام مختلفة، والجروانة التي تتدلى منها ليرات ذهبية وما يعرف بكرسي جابر الذي عادة ما تتحزم به النساء للتباهي والزينة)، وهناك العديد من القطع بعضها صغير الحجم، وأخرى كبيرة.

وأشار بعاج إلى أن القطع التراثية من الذهب كانت تلبس مع الزي الجزراوي التقليدي، أما اليوم فنلاحظ أن القطع التراثية تضعها النساء وتتزين بها الفتيات رغم حالة التمدن التي فرضت تغييرات على الزي التقليدي الذي بات سمة أساسية للمدينة، أما بالنسبة للريف ما تزال الفتيات وكبيرات السن يلبسن هذه الحلي للتعبير عن الأصالة والعراقة.