ازدانت حديقة قلعة دمشق ظهر اليوم بأعمال فنية شبابية مميزة بأفكار إبداعية واعدة بفني الرسم والنحت، ضمن معرض إعلان نتائج مسابقة البورتريه المعتمدة على تقنية إعادة التدوير.
المسابقة التي تأتي كإحدى فعاليات أيام الفن التشكيلي السوري المحتفية بمئوية ولادة المعلم فاتح المدرس، منحت ثلاثة مراكز في كلا الاختصاصين للفنانين والفنانات الشباب الفائزين، مع جوائز مالية وشهادات تكريم.
وعن المسابقة، قالت معاونة وزيرة الثقافة المهندسة سناء الشوا في تصريح للصحفيين: “هذه المسابقة تأتي تتويجاً لجهود الوزارة في دعم شريحة الشباب من الفنانين الأكاديميين، وهي تعبر عن مشروع متكامل يتطور في كل عام، ليأخذ بيد الشباب نحو المستقبل”، مبينة أن الأعمال المشاركة جاءت بمستوى فني عال، ما يثبت صوابية توجه المسابقة وأهدافها في اكتشاف المواهب والكفاءات المميزة التي تحتاج إلى الدعم في طريق الإبداع.
بدورها الفنانة التشكيلية ناهد بلان طالبة الدراسات العليا في كلية الفنون الجميلة والفائزة بالمركز الأول في اختصاص الرسم، أوضحت في تصريح لـ سانا أنها قدمت لوحة تحمل فكرة الأيقونة المعاصرة بعيداً عن المعنى الديني، في محاولة لتكثيف ما عشناه خلال سنوات الحرب، عاكسة من خلالها إحساسها الشخصي من جراء كل الأحداث المؤلمة، ومبينة أن الفنان السوري الشاب يجب أن يحمل رسالة معاصرة تخص مجتمعه بقالب أكاديمي وإبداعي.
النحات جوان شابو خريج قسم النحت في كلية الفنون الجميلة عام 2019 ، والفائز بالمركز الأول في اختصاص النحت بالمسابقة، أشار إلى أن مهمته كانت صعبة في تشكيل منحوتة تنقل بورتريهات الراحل فاتح المدرس من حالة البعدين على سطح اللوحة إلى منحوتة بثلاثة أبعاد، ما تطلب الكثير من الدراسات قبل التنفيذ، موضحاً أنه استخدم الحديد “المطعج” مع الثياب، بعد تلوينها لتلائم حالة العمل ومدلولاته.
أما الفنانة سخاء جنود طالبة دراسات عليا في كلية الفنون الجميلة والفائزة بالمركز الثاني في اختصاص الرسم، فعبرت عن مضمون لوحتها بتقنية الكولاج من الناحية البصرية مع تضمينها عمقاً فكرياً بتقسيم الموت إلى مراحل عبر حبل المشنقة، لافتة إلى أن الحرب أثرت في الإنسان السوري بما حملته من موت وخراب وفقدان، ولكن الأمل بالمستقبل سيبقى موجوداً من خلال الأطفال.
وأصرت النحاتة يمنى برهوم الفائزة بالمركز الثاني باختصاص النحت على أن تكتشف تقنيات وأساليب جديدة كعادتها عند مشاركتها في هذه المسابقة بكل عام، فاعتمدت خامة “البلاستيك” مع إدخال الحديد عليها مستخدمة عجلة حديدية مأخوذة من دراجة هوائية قديمة، محاولة تقديم أسلوب نحتي جديد يشبه ما تصبو إلى تكريسه كبصمة فنية خاصة بها، منذ تخرجها من قسم النحت في معهد الفنون التطبيقية عام 2018.
النحاتة جوانا ايزولي خريجة معهد الفنون التطبيقية اختصاص نحت عام 2018 والفائزة بالمركز الثالث باختصاص النحت مناصفة، أوضحت أن الأيام الخمسة للمسابقة حملت معها فرصة للتجريب بالنسبة لها، لتقديم تكوين نحتي جديد بإضافات لأول مرة تستخدمها، ما تطلب الجرأة معتمدة خامتي “التنك” و”الجبصين” مع الورق والألوان لتشكيل منحوتتها.
ونال أيضاً النحات الشاب عباس تعتوع المركز الثالث مناصفة باختصاص النحت في المسابقة عن عمل معدني بحجم كبير، يمثل رجلاً ينظر إلى السماء بحالة متشظية من آلام الحياة