هجمات 11 أيلول… ذريعة واشنطن لشن الحروب على الدول ونهب ثرواتها

شكلت هجمات الحادي عشر من أيلول عام 2001 التي وقعت في الولايات المتحدة منعطفاً تاريخياً في السياسة الدولية أدى إلى فرض نظام عالمي جديد تزعمته الولايات المتحدة للتدخل في شؤون دول العالم وتحقيق مصالح وأطماع جيوسياسية لها حول العالم.

وفي تفاصيل أحداث ذلك اليوم فقد اصطدمت طائرتان من طراز بوينغ ببرجي مركز التجارة العالمي في منطقة مانهاتن في مدينة نيويورك الأميركية ما أدى إلى انهيار البرجين بينما ضربت الطائرة الثالثة مبنى وزارة الدفاع الأميركية “البنتاغون” قرب العاصمة واشنطن وسقطت الطائرة الرابعة جنوب شرق مدينة بتسبورغ في ولاية بنسلفانيا وتحطمت وكانت حصيلة تلك الهجمات مقتل ثلاثة آلاف أميركي تقريباً.

وبعد وقوع الهجمات المذكورة انتشرت عبر العالم صور تظهر تحطم البرجين مثيرة العديد من المخاوف والتساؤلات أبرزها كيف تمكن المهاجمون من تنفيذ مثل هذا الاعتداء في أميركا ذاتها حيث ظهرت في الولايات المتحدة حركة 11-9 من أجل الحقيقة التي انتقدت ما وصفته بأكاذيب وتناقضات الحكومة الاميركية فيما روجت تلك الحركة نظريتين تفيد الأولى بأن السلطات الأميركية كانت على علم بوقوع الاعتداءات ولم تحرك ساكناً وتتهم الثانية السلطات نفسها بالوقوف وراء الهجمات.

الولايات المتحدة ومعها حلفاؤها الأطلسيون سارعوا الى استغلال هجمات الحادي عشر من أيلول لبدء وضع استراتيجية ما يسمى “مكافحة الإرهاب” وهي في الحقيقة مخططات خبيثة تهدف للتدخل في شؤون الدول الأخرى واحتلالها بحجة القضاء على الإرهاب ووقف التهديدات التي يسببها الإرهابيون حول العالم.

وبعد أقل من شهر على وقوع الهجمات شكلت الولايات المتحدة تحالفاً مع دول حلف شمال الأطلسي لبدء الحرب والتدخل في أفغانستان في السابع من تشرين الأول عام 2001 تحت مزاعم القضاء على تنظيم “القاعدة” الإرهابي وبعد أقل من عامين على التدخل الغربي في أفغانستان بدأت أميركا وحلفاؤها بغزو العراق في آذار عام 2003.

وأدت حربا أفغانستان والعراق إلى تدمير هذين البلدين وقتل وتشريد ملايين الأشخاص وخلق مأساة إنسانية كبيرة وقد كلفت الحربان نحو 5 تريليونات دولار وفق صحيفة الغارديان البريطانية في تقرير لها العام الماضي.

ولم تقف الولايات المتحدة عند ذلك الحد بل دعمت التدخلات والحروب والأزمات في ليبيا واليمن وسورية بحجج مواجهة الإرهاب ولكن التقارير الصحيفة تؤكد أن هدف أميركا من تلك التدخلات هو نهب وسرقة ثروات ومقدرات هذه الدول من النفط وغيره وزعزعة الأمن والاستقرار فيها.

اليوم وبعد 21 عاماً على هجمات الحادي عشر من أيلول لا تزال الولايات المتحدة ومعها الكثير من الدول تمارس سياساتها العدوانية وتثير التوترات والفوضى والحروب في عدد من دول العالم وتعمل على تأجيج الأزمات كما حصل في أوكرانيا هذا العام وذلك في إطار أطماعها ومخططاتها المتعددة ومنها السيطرة على العالم سياسياً واقتصادياً وعسكرياً وتكريس هيمنة القطب الواحد ومنع وجود التعددية القطبية ومنع ظهور قوى اقتصادية كبرى تنافسها في التجارة العالمية.

سانا