نهر العاصي في حياة وتراث حمص وحماة محاضرة للدكتور عبد الرحمن البيطار

يعتبر نهر العاصي شريان الحياة الصناعية والاجتماعية والزراعية للمجتمعات التي استوطنت حوله عبر التاريخ فكان له دور في جميع مجالات الحياة وفق ما أوضحه الدكتور عبد الرحمن البيطار خلال محاضرة في فرع حمص لاتحاد الكتاب العرب اليوم.

وفي تصريح لمراسلة سانا بين البيطار أن نهر العاصي هو نهر أساسي في سورية والحياة السكانية الحقيقية في جميع المجالات هي الحياة القائمة حول نهر العاصي لأنه يمر وسط سورية وعدة مدن فيها مشيراً إلى أن العاصي بالنسبة لمدينتي حمص وحماة كان نهراً مهماً للحياة وتكونت حوله حضارات في المنطقة.

وأضاف: إن الدافع الأساسي للحديث عن العاصي قديماً هو التذكير بما جرى فيه الآن فقديماً كان يوجد 25 طاحوناً تبدأ من مخرج بحيرة قطينة إلى الرستن وجميعها اختفت مع أنها من أهم الأبنية والآثار.

وتطرق البيطار إلى عدة مواضيع متعلقة بالعاصي منها اسم النهر ومواصفاته ومنبعه ومساره وروافده وارتباط حياة حمص وحماة بالنهر ومحاولات الاستفادة منه “الري الزراعي.. السواقي.. السدود.. النواعير.. والجسور ومياه الشرب.. الطواحين.. السباحة.. السياحة”.

وتحدث عن العاصي في الأدب والشعر وأثره في العادات الاجتماعية وأهميته في صيد السمك وإقامة الحمامات التراثية الضخمة وآلية إيصال المياه إليها والتي لم تكن لتنشأ لولا توافر المياه من العاصي لافتاً إلى أن وجود العاصي والطواحين كان له دور في جذب الطيور المهاجرة.

وأوضح أن العاصي ساهم في الدفاع عن حمص وخاصة في فترة الفرنجة وكان يعتبر خندقاً وعائقاً لدخول الأعداء معرجاً على واقعه عبر التاريخ العربي وما ذكره عنه العرب والأجانب والطقوس الدينية القديمة والحياة الحضرية المختلفة والصراع والتنافس على العاصي مستطرداً بالقول أن تنوع طرق الاستفادة من العاصي يدل على عقلية علمية وعمرانية حضارية لأجدادنا.

القاص جمال السلومي من الحضور بين أن المحاضرة تضمنت معلومات قيمة عن النهر الذي يعتبر من أهم مكونات مدينة حمص مبيناً أن المعلومات التي سردها البيطار كانت غائبة عن الأذهان وبعضها تم الاطلاع عليه للمرة الأولى.