استطاع الفنان تمام العواني أن يستحوذ انتباه الجمهور خلال تجربته الفريدة بالمونودراما عبر عرض من تأليفه وتمثيله وإخراجه بعنوان “سهرة مع أبي دعاس الحمداني” قدمه في مقر فرع اتحاد الكتاب العرب في حمص.
واستحضر العواني خلال عرضه أسماء شعراء لهم حضورهم على الساحة الأدبية في حمص متكئاً على نبرة صوته ومستعيناً بأدوات بسيطة بعيداً عن عناصر العرض المسرحي من إضاءة وموسيقا وديكور والتي تساعد في صنع إيقاع مسرحي واضح ونشط ومتابع من الجمهور.
وشكل العرض الذي لم يتجاوز 40 دقيقة بداية لفن مسرح الغرفة في المونودراما في سورية حيث اختار العواني شخصية شاعر يدعى أبو دعاس الحمداني يظن نفسه من القامات الأدبية المميزة مما يعطيه الحق لانتقاد الشعراء واتهامهم بسرقة أشعاره.
وجاءت مبالغة العواني في تناول شخصية أبو دعاس لبعض شعراء حمص كتكريم لهم وتمييزهم عمن يدعون الشعر في الوقت الحالي ما يميز نمط مسرح الغرفة عما هو سائد في فن المونودراما التقليدي الذي يستحضر شخصيات من الماضي.
الأديب الدكتور نزيه بدور رأى أن مسرح الغرفة تجربة فريدة ومميزة تعبر عن موهبة الممثل والمخرج والجهد المبذول في إعداد النص لجذب الجمهور.
وأشار المخرج المسرحي حسن عكلا إلى أن مسرح الغرفة تجربة فريدة لكنه يحمل إشكالات حول طبيعة الشخصية والنص والبناء ومنظومة العلاقات بين الشخصية ومحيطها.
ولفت الشاعر طالب هماش إلى أن فن المونودراما يحتاج لممثل موهوب يستطيع المحافظة على الإيقاع المسرحي المتغير مبيناً أن تجربة العواني مبادرة مهمة حيث استطاع تغيير الإيقاع المسرحي في كل لحظة بالإضافة إلى تغيير بنية الصراع باستمرار ما بين التصعيد الدرامي والهدوء ضمن علاقة إيقاعية واضحة مع المشاهد.
يشار إلى أن الفنان تمام العواني بدأ مشواره الفني سنة 1978 كممثل وعمل مع عدد من الفرق وكبار المخرجين المسرحيين بحمص وأسس فرقة مسرحية خاصة به قدم خلالها عروضاً للأطفال كما عمل بالمسرح القومي كمخرج وممثل وحالياً هو عضو فرع نقابة الفنانين بحمص.