من صناعة سلال القصب.. سيدة في اللاذقية تؤمن لقمة عيش عائلتها

رغم مشقة المهنة التي تعلمتها من والدتها تستمر السيدة عبير كفرقطاري في صنع سلال القصب لتأمين لقمة العيش لعائلتها وهي تخوض معركتها في الحياة متحدية الصعاب التي مرت بها على مدار الأعوام الماضية.

ساعات تقضيها عبير وهي تجلس في غرفة بمنزلها المتواضع تتحاور مع القصب بعد تقشيره وتقطيعه إلى نسلات تطوعه بيديها اللتين ترويان حكاية سنوات من الكد والتعب تشهد عليها الجروح التي تتركها نسلات القصب كل يوم وتبدع أشكالاً وأحجاماً مختلفة من سلال الورد والزينة.

وفي حديثها لمراسلة سانا عادت كفرقطاري بذاكرتها إلى سنوات بداية الحرب الإرهابية على سورية ورحلة المعاناة التي كتبت أول وأقسى فصولها بتهجيرها وأسرتها والعوائل الأخرى من قريتهم الحسينية التابعة لناحية جسر الشغور على يد التنظيمات الإرهابية وما تكبدوه من عناء ومشقة للوصول إلى مدينة اللاذقية والبحث عن مكان آمن يؤويهم بعيداً عن أجواء الخوف التي نشرها الإرهابيون.

السيدة الأربعينية قالت “لم تكن الحياة منصفة معي لكنه قدري.. توفي زوجي أثناء عمله على سيارة لنقل البضائع منذ 8 أعوام ليتركني وحيدة مع أطفالنا التسعة دون معيل أو معاش شهري” مضيفة “إن المهنة التي ورثتها عن والدتي باتت ملاذي للحصول على عمل يدر دخلاً يعينني على تلبية المتطلبات الحياتية لأبنائي ومتابعة تحصيلهم الدراسي”.

وتشرح عبير مراحل العمل بدءاً من جمعها القصب من على أطراف ضفاف السواقي القريبة من مكان سكنها بمساعدة أبنائها وربطه بحزم ليسهل حمله على الأكتاف مع الحرص على اختيار الأعواد الطرية لأنها أكثر طواعية من غيرها.. تلي ذلك مرحلة التقشير وتقطيع القصب إلى نسلات متطابقة لتبدأ في تركيب البدوة أو ما يسمى قاعدة السلة ثم شبك القصب وجدله مع نسلات القصب الطويلة المتفرعة عن القاعدة والموزعة على بعد متساو حتى تصل إلى الارتفاع والاتساع المطلوبين حتى الحصول على المنتج النهائي.

وبينت عبير أن الوقت الذي تستغرقه صناعة السلة يتراوح بين نصف ساعة و3 ساعات حسب حجمها.

وتبحث عبير عن قنوات جديدة لتصريف منتجاتها في السوق المحلية بعد أن كانت تقتصر في تعاملها مع تجار في حلب ودمشق الذين يشترون الكميات التي تصنعها بالكامل وبأسعار بالكاد تكفي لتأمين معيشتها اليومية.