ذياب مشهور
صاحب اللون الفراتي،،، وداعا

أدرك أن العبرة بما سيغني لا بالصورة، من منا لم يستمع لأغان بديعة من التراث السوري إنه صاحب الصوت الفراتي “ذياب مشهور” الذي ولد عام ١٩٤٦ ابن مدينة دير الزور  بدا الفن فيها في عام ١٩٥٨ بتاسيس نادي الفنون اولا وغادرها عام ١٩٦٩ ليستقر في دمشق بهدف نشر الأغنية الفراتية قاطعا على نفسه عهدا منذ أن غادر مدينته أنه لن يغني إلا اللون الفراتي الذي احبه كثيرا وكان حريصا على نشر هذه الرسالة ليس في أنحاء القطر بل في كافة أرجاء المعمورة لذلك حمل بوجدانه أصالة الشمال وفنه الرفيع مقدما اغان طارت من الشمال والشرق السوري بلهجتها الثقيلة لتحط في القلوب محليا وعربيا ليكون له البصمة في الغناء باللهجة الفراتية من منا لم يطرب لأغنية “يا بوردين” هذه الأغنية التي غناها في مسلسل “ملح و سكر” ومسلسل “صح النوم” إلى جانب عمالقة الفن السوري أمثال دريد لحام الذي كانت تربطه به علاقة قوية وصداقة طويلة ونهاد قلعي الذي اطلق عليه لقب مطرب السجون وعندليب القواويش بعد لوحات متعددة قدمها في التمثيل وهو يغني خلف القضبان وبنفس الصورة قدم ميلي علي ميلي والتي حرص على حضورها في تلك المسلسلات التي وصلتنا بالأبيض والأسود  معاصرا لكبار الملحنين السوريين أمثال زكي محمد وسهيل عرفة وعبد الفتاح سكر وأمين خياط بالإضافة إلى عمالقة الطرب الذين شهدوا له الكثير أمثال سيد مكاوي الذي قال عنه إنه افضل فنان سوري.
نعم حاز عليها بجدارة تلك البصمة الدالة عليه قبل أن يرحل واليوم بعد رحيله حيث وافته المنية يوم السبت في ٢٤/أيلول من عام ٢٠٢٢ وقد نعته نقابة الفنانين السوريين عن عمر ناهز ٧٦ عاما لتحزن القلوب من جديد على قامة فنية سورية احبها السوريون وتعرفوا من خلالها على الغناء باللون الفراتي وسيبقى ذياب مشهور بكل صدق وأمانة “سفير اللون الفراتي في سوريا.
إعداد مجد حيدر