حروب المصطلحات ..!

يونس خلف

لم يعد خافياً على أحد أن أحد أخطر أشكال الحروب تتعلق بالمصطلحات التي يتم تسويقها من قبل الغرب ورغم ذلك هناك من لم يستوعبوا خطورة هذه المصطلحات ولذلك بات من الضروري العمل على إعادة تركيب هذه المصطلحات بالمضمون الذي يتناسب مع فكرنا وانتمائنا و بمعناها الحضاري العام والشامل . لقد انتشرت بعض المصطلحات في بيئتنا العربية والهدف هو الوصول إلى ثقافة مهزومة تقلد الآخرين في استعمالاتهم لمصطلحات تشخص بيئة اجتماعية سياسية وحالة ثقافية الأمر الذي يدعونا للتنبيه من خطورة ذلك ونتائجه على أمتنا العربية وتوضيح معنى المصطلح.إن المصطلح هو أولاً تعبير عن الأمة بذاتها من ذاتها لأن الشعوب هي التي تعرّف نفسها وأخلاقياتها وبالتالي لا يمكن أن يصدّر لنا الآخرون مصطلحات عن ذاتنا ثم يطالبوننا بالمفهوم السياسي والعملي أن ننضوي في ظل هذه المصطلحات المستوردة وأكثر من ذلك مقلوبة .الخطورة تكمن في أن هذه المصطلحات لم ننتجها أوأُعيد إنتاجها بشكل آخر وأرسل إلينا بهدف ضرب العقيدة وبالتالي اليوم تعدُّ معركة المصطلحات إحدى أهم المعارك التي يجب أن نتصدى لها . والأمثلة كثيرة كأن يتم استخدام تعبير (المناطق المتنازع عليها) بدلاً من الأراضي المحتلة و(إغلاق المنافذ) بدلاً من الحصار و(المجاورات) بدلاً من المستوطنات، و(المتعاونين من الفلسطينيين) بدلاً من العملاء و (الجدار العازل) بدلاً من الحاجز العنصري و (النزاع العربي -الإسرائيلي) بدلاً من الصراع العربي الصهيوني و (دول الطوق) بدلاً من دول المواجهة . وما نشهده اليوم من تشويه للمصطلحات واستغلالها وخاصة في الحرب العدوانية على سورية فيما يتعلق بالمجموعات الإرهابية وإطلاق مسميات المعارضة المعتدلة على العصابات المجرمة العميلة، وتسمية الجيش الحر على من خان شعبه ووطنه، وثوار على من يرتبط بالأجنبي والعدو والخلط المتعمد بين المقاومة والإرهاب ومما تقدم علينا اليوم التصدي لكل المصطلحات المدسوسة وتوضيح معانيها ومقاصدها واختيار المصطلح الذي يصون ثوابتنا الوطنية والقومية.