بعد 21 عاماً على هجمات 11 أيلول… حروب واشنطن بذرائع مكافحة الإرهاب خلفت آثاراً كارثية على العالم

21 عاماً مضت على هجمات الحادي عشر من أيلول في الولايات المتحدة الأمريكية وما زال العالم يعيش تحديات تتعلق بخطر التنظيمات الإرهابية فضلاً عن أزمات سياسية وكوارث اقتصادية كان جزء كبير منها نتيجة استغلال واشنطن الهجمات على برجي مركز التجارة العالمي لشن حروب استباقية بحجج واهية كما حدث في أفغانستان والعراق وغيرهما.

فمنذ سقوط برجي مركز التجارة العالمي في نيويورك في ذلك اليوم دخل العالم في دوامة تغيير دون رجعة من خلال الحروب العسكرية الأمريكية التي استندت إلى استغلال واشنطن تلك الهجمات لخلق مصطلحات وسياسات فتحت الباب واسعاً أمام تدخلاتها في شؤون الدول الأخرى على صعد مختلفة وما تزال تبعات تلك الهجمات حاضرة في تفاصيل مشاهد الاضطراب المتواصلة في أجزاء عديدة من العالم تدخلت فيها واشنطن عسكرياً بذريعة مكافحة الإرهاب وهذا ما تجسد بالغزو الأمريكي لأفغانستان وغزو العراق عام 2003 واحتلاله بحجة القضاء على أسلحة الدمار الشامل التي تأكد عدم وجودها أساساً وذلك فضلاً عن الحروب التي خاضتها الولايات المتحدة بالوكالة في دول أخرى.

وبعد مرور عقدين من الزمن على هجمات الحادي عشر من أيلول وما حملته من أهوال على دول العالم جاء انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان في آب العام الماضي دون تحقيق أي هدف من الأهداف التي أعلنتها الولايات المتحدة حينها ومخلفا مئات آلاف الضحايا وخسائر اقتصادية كارثية ناهيك عن مقتل آلاف الجنود الأمريكيين وفقاً لبحث أجري كجزء من مشروع “تكاليف الحرب” التابع لجامعة براون الأمريكية.

وبالرغم من مرور 19 عاماً على الغزو الأمريكي للعراق لاحتلاله وتدميره بذرائع واهية كأسلحة الدمار الشامل التي أثبتت التقارير الدولية ولجان الأمم المتحدة عدم وجودها ما تزال المجازر والجرائم التي ارتكبتها القوات الأمريكية هناك حاضرة في ذاكرة العراقيين والعالم حيث استخدمت واشنطن أسلحة محرمة دولياً ضد المدنيين أدت إلى مقتل العديد منهم وإلحاق الضرر بالنظام الصحي لما سببته من ظهور العديد من الولادات المشوهة وارتفاع حالات الإصابة بالسرطان بسبب تأثير تلك الأسلحة وذلك وفق الكثير من التقارير الدولية.

وبلغ عدد ضحايا الغزو الأمريكي للعراق أكثر من مليون عراقي ما بين امرأة ورجل وطفل ونحو 5 ملايين طفل يتيم أي نحو5 بالمئة من إجمالي الأيتام في العالم وفقا للمفوضية العراقية العليا لحقوق الإنسان.

وفي تلك الحروب التي خاضتها أمريكا بذريعة حماية أمنها بعد هجمات الـ 11 من أيلول لم تغفل واشنطن عن فسح المجال أمام التنظيمات الإرهابية كتنظيم “القاعدة” وفيما بعد “داعش” الذي أوكلت إليه تدمير الثقافة والآثار والحضارة.

وكانت صحيفة الغارديان البريطانية كشفت نهاية العام الماضي أنه بعد عقدين من الحروب في أفغانستان والعراق تم إنفاق ما يقرب من 5 تريليونات دولار على تلك الحروب ليكون هناك فائز واحد متمثل بشركات الأسلحة الأمريكية.

ورأى عالم السياسة الأمريكي فرانسيس فوكوياما في مقالة نشرها موقع أمريكان بربس أن عواقب رد الفعل الأمريكي المبالغ فيه على هجمات الحادي عشر من أيلول كانت شديدة على المدى البعيد حيث أزهقت الولايات المتحدة آلاف الأرواح وأهدرت مليارات الدولارات بذريعة حماية نفسها من تهديدات مبالغ فيها.

ويفتح مصطلح “الحرب على الإرهاب” الذي قدمته أمريكا على أنه رد على الهجمات الباب واسعاً للتأمل وتسليط الضوء من جديد على كل التبريرات التي صدرت لغزو أفغانستان ثم العراق وللعمليات الحربية في كثير من بلدان العالم بالأخص في الشرق الأوسط ولطرح سؤال مهم جداً مفاده .. ماذا حل بعد 21 عاماً بالديمقراطية والمساواة والحرية التي كانت الدبابات الأمريكية تبشر بها… وماذا كانت خلاصة كل تلك الحروب وكيفية التخلص من التنظيمات الإرهابية التي خلقتها.

سانا