الموت بين البيروقراطية والمصلحة السياسية كتاب للدكتور تهامي العبدولي يقرأ بشكل منهجي أحداث العالم والمصالح السياسية التي تحكم العلاقات بين القوى واستخدام فيروس كورونا وتعويم البيروقراطية كأداة وفقاً للمصالح والأجندات.
ورأى العبدولي في كتابه أنه في هذا الحيز الزمني من عصرنا وقيادة العالم أحادية كانت أو متعددة الأطراف لا تؤدي وظيفتها وتمارس السلطة بكل سوئها وخطاياها وكبائرها نكتشف أننا نئن من وطئة أربع جوائح الكورونا (كوفيد 19) والبيروقراطية والمصلحة السياسية والنظام العالمي الجديد والجامع بينها تلك السلطة القاتلة.
الباحث العبدولي أشار في كتابه إلى أن هناك من عد الفيروس عسكرياً برتبة وكيل نجح في حدوث انقلاب في كل دول العالم في حين أن إخوته الأكبر والأشرس مثل الإيدز والأيبولا وغيرهما فشلوا لأن كوفيد 19 في غضون سنة استطاع أن يستلم السلطة في كل العالم.
وبين المفكر العبدولي أن الوباء كان على المستوى الدولي دون تمييز وعرف أن أول قاعدة تمكنه من النجاح هي السيطرة على الإعلام بكل وسائله مبيناً أن كل وسائل الإعلام تحدثت عن الفيروس واستنفرت الأطباء والباحثين والصيادلة ورؤساء التحرير للحديث عنه.
وفي الواقع حسب مؤلف الكتاب فإن الكورونا أصبح قضية سياسية حولها آراء مختلفة وهي أداة لتثبيت سلطة وأداة ضمان استمراريتها لذلك كان الأفضل تسميتها بشكل آخر كونها حالة سياسية وليست فيروساً معتبراً أن الذين كانوا يقودون الحالة طيلة سنتين ونصف “أعادوا تدوير البشرية مثل النفايات”.
ويتناول الكاتب الولايات المتحدة كمثال حيث تراجع الاهتمام بالفيروس وأغفلت الدولة التزاماتها في مقاومة الجائحة وفق قواعد الصحة العامة لصالح البحث عن مخاتلات سياسية والسعي للتحكم أكثر بالنفط وتجاوز انتاج الولايات المتحدة لنفط السعودية وروسيا وتضاعف البطالة وانهيار النظام الصحي وكثرة الوفيات في العالم.
ويذهب الباحث في كتابه إلى طرح قضية اعتداء الولايات المتحدة على دول كثيرة لا تتلاءم مع مصالحها مثل سورية والسعي لانهيار منظوماتها بشكل لا مبرر له ولمرات متعددة وبأشكل مختلفة وذلك في إطار سعيها لتكون القوة الأحادية المسيطرة على العالم.
وفي الكتاب يكشف الباحث الستار عن المصالح السياسية والتجارية التي رافقت انتشار الفيروس من خلال استخدام الكمامات وطرح اللقاحات إضافة إلى مواضيع تذهب إلى التعثر في مواجهة الجائحة في كل العالم بأشكال مختلفة وأسباب هذه الجائحة والسجالات حولها والدراسات والبيروقراطية والتراخي والتنقل والهجرة والعولمة والرسملة وغيرها.
الكتاب من منشورات دار نينوى للدراسات والنشر والتوزيع صدر عام 2022 ويقع في 304 صفحات من القطع الكبير ويعتبر من أهم ما كتب عن كورونا والأكثر منهجية ومؤلفه الدكتور تهامي العبدولي مدير عام مؤسسة البابطين الثقافية حالياً وأستاذ الحضارة في جامعة سوسة التونسية وشغل مناصب متعددة في تونس والعالم ومن مؤلفاته في البحوث النبي إبراهيم في الثقافة العربية والإسلامية منشورات دار المدى في دمشق وأزمة المعرفة الدينية منشورات دار البلد في دمشق وغيرها.