يونس خلف
رغم أن الحديث عن الشرعية الدولية أو الأمم المتحدة أصبح فاقداً لمعناه ورغم أن كل ماجرى ويجري من انتهاكات هو إسقاط تام لكل المقومات والأسس والمبادئ التي قامت عليها الشرعية الدولية وأصبح العالم أقرب إلى غابة يسودها منطق القوة وأيضاً رغم أن القاصي والداني يعرف تماماً أنه عندما يصبح العالم بلا شرعية دولية فإن هذا يعني بالضرورة الانفلات من كل قيد أو رادع فإن ثمة أسئلة تطرح نفسها في سياق الوقائع المدهشة للشرعية الدولية ومؤسساتها وفي مقدمة هذه الأسئلة هل ثمة من كان يتصور أن المواثيق الدولية التي تبنّاها العالم حرصاً على استقامة العلاقات بين الدول والشعوب ستخترقها أمريكا بهذا الشكل؟ وماذا لو احتفظت الأمم المتحدة بحرية القرار ونزاهته ولم تصادره أمريكا منها بالقوة والفبركة والتحايل .؟ والأهم من ذلك هل تستطيع الأمم المتحدة أن تتحرر من سيطرة الولايات المتحدة التي تهدف إلى إنهاء الوجود الفعلي للدول؟ فالعهود والمواثيق والاتفاقات وجدت كي تحمي القيم التي تتعرض للانتهاك على أيدي مجرمي الحروب إلا أن المؤسسات الدولية من هيئة الأمم إلى مجلس الأمن إلى غيرها من منظمات حقوق الإنسان قد عبثت بها أمريكا وألغت وجودها بسوء استخدامها لتحقيق مصالحها ومصالح مدللتها ( اسرائيل ) .! وبالعودة إلى وقائع التاريخ نلاحظ أن الولايات المتحدة الأمريكية تسعى إلى تحقيق مصالحها ومد نفوذها وسلطتها على العالم بأسره مخالفة في تصرفاتها لميثاق الأمم المتحدة وبضغطها على مجلس الأمن حتى يرتكب كل ما يخالف ميثاق الأمم المتحدة، ولا سيما التدخل بشؤون الدول الداخلية .تريدنا أن نقف منحني الهامات أمام إرادتها لا نعرف كيف نقول لا والسؤال أيضاً هل يستطيع المجتمع الدولي أن يمارس دوره ويلجم أميركاويوفر الحماية والحصانة لكل الأعراف والقوانين والمبادئ الحضارية. والإنسانية فهل تعود المنظمات والمؤسسات الدولية للسير في الاتجاه الصحيح بدلاً من الاتجاه المعاكس و السؤال الآخر الذي أصبح يؤرق المواطن العربي : إلى متى الجنون الأمريكي .؟