باتت تربية النحل في ريف محافظة الحسكة أحد المشاريع الصغيرة التي يلجأ إليها المزارعون لتأمين دخل مادي إضافي، وذلك مع انتشار الدورات التدريبية التي تنفذها مشاريع (سبل العيش)، بدعم من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي لتمكينهم من هذه المهنة، وتأمين مستلزماتها.
وانتشرت مهنة تربية النحل بشكل ملفت في ريف المحافظة، وتحديداً في الريف الجنوبي لمدينة القامشلي، وكان المربي عبد الله السمعو من أهالي قرية تل الذهب يعمل في تربية نحل العسل، إضافة إلى عمله في الزراعة منذ ثلاث سنوات، لكن دون جدوى لقلة الإنتاج، وعدم معرفة الطريقة العلمية الصحيحة للعناية بالنحل.
وبعد أن خضع السمعو لدورات مكثفة في جمعية قبس الخيرية التي تنفذ مشاريع (سبل العيش) عن كيفية تربيته وقطف الإنتاج وتسويقه، زاد الإنتاج وبلغ حوالي 25 كيلوغراماً من العسل خلال شهر آب الفائت، و8 كيلوغرامات خلال الشهر الجاري من خلية واحدة، وتم تسويقه عن طريق معرض للمنتجات الغذائية أقامته إحدى الجمعيات الخيرية.
المربي ديب الأحمد من قرية ذبانة بريف القامشلي يعمل بتربية النحل منذ 20 عاماً بطرق بدائية، أوضح أن الدورات التي يقيمها مشروع (سبل العيش) غيرت الكثير من الأحوال، كون الإنتاج مرتبطاً بالتربية الصحيحة، واتباع طرقها، حيث تمكن من امتلاك تقنيات سهلة وبسيطة لتربية النحل منها طريقة وضع الحاجز الملكي، وتصفية العسل، وطريقة تنشيط الخلية.
وأشار الأحمد إلى صعوبات تربية النحل المتمثلة بهجرة النحل وموسم الجفاف الذي أصاب محافظة الحسكة وأثر في الزراعة، وتغذية النحل إضافة إلى بعض الأمراض والطفيليات التي تصيب الخلية.
واستحوذت تربية النحل أيضاً على اهتمام النساء حيث تبين المربية سمية العلي أنها عملت بهذا المجال من باب الهواية لتتابع الأمر لاحقاً باكتساب مهارات وطرق أكثر فاعلية للتعامل مع تربية النحل.
وتؤكد العلي أن أساس نجاح العمل اتباع الإرشادات العلمية في العمل مبينة أنها قطفت الإنتاج أربع مرات خلال الموسم الحالي، وفي كل قطفة أنتجت قرابة 6 كيلوغرامات من العسل وذلك بعد تخطي المعوقات، واكتشاف الأخطاء التي كانت سبباً رئيساً بعدم جدوى تربية النحل سابقاً وقلة الإنتاج.