ارتبط اسمه بمدينة دمشق و من منبعه تخرج القوافي وكلمات الحب ليروي من عذوبته ظمأ من مر به، حي وخالد في الاذهان دوما كما في الأغاني التي تستمع إليها الناس ولعل سيدة الصباح فيروز أجمل من غنى لدمشق ونهرها الخالد فاغنية “مر بي”
هذه تشعر وانت تستمع إليها وكأن رذاذ ماء بردى يلامس وجنتيك. له أثر كبير في حضارة دمشق أطلق عليه الاغريق اسم نهر الذهب وتم ذكره في مراجع تاريخية كثيرة. “نهر بردى” الذي ينبع من جنوب مصيف الزبداني بين سلسلتي حرمون والقلمون وينحدر شرقا يمر من قرية الفيجة حيث يمتزج بمائها وتضاف اليه في الطريق مياه ينابيع كثيرة اعذبها عين الخضراء وبعدها يتجاوز النهر قرية الهامة ويأخذ بالانقسام وتتفرع عنه سبعة جداول او انهر تخترق مدينة دمشق أو تسقي غوطتها إلى أن يصب في بحيرة العتيبة ليكون قد قطع مسافة ٧١ كم بين منبعه ومصبه وتنتشر على جانبيه المنتزهات والفنادق والمطاعم وأماكن النزهة الشعبية مارا ب ١٣ بلدة ومصيف هذه كلها حقائق لم تتغير لكن الزمن وماتخلله من مستجدات كانت السبب في جفاف النهر فالتغير المناخي من جهة والانسان من جهة ثانية الذي كان الشريك في الاجهاز عليه إن كان بتحويل شبكات الصرف الصحي عليه أو برمي النفايات الصلبة فيه إضافة إلى المطاعم والمنتزهات التي ماكانت لتزدهر على ضفتيه لولا مياهه المتدفقة لذلك كان لابد من من استنفار الجهات الحكومية المعنية في دمشق لإعادة النبض لمجرى بردى الخالد وذلك من خلال تقديم عدد من الباحثين في المجال البيئي بمشروع لإعادة إحيائه لتتبلور منذ عام ٢٠١٩ خلال المؤتمر الذي اطلقته الجمعية البريطانية على مدرج جامعة دمشق بمخرجات كانت عبارة عن دراسة تمهيدية وضعت عناوين عريضة لحلول حضارية اقتصادية لازالة المخالفات والتعديات عليه وإلى اليوم يستكمل العمل بهذا المشروع والذي لا يهدف فقط لتنظيفه بل لإحيائه وتنظيمه بشكل حيوي وإعادة غطاءه النباتي عبر مراحل عدة حسب المسؤولة عن هذا المشروع نائب عميد المعهد العالي للتخطيط الإقليمي د. غادة بلال التي وضحت أنه سيتم إجراء مسح شامل للنهر بدءا من المنبع إلى المصب ضمن محاور تخطيطية وبيئية وتاريخية مع التطرق للبنى التحتية والسياحية والثقافية بالتنسيق مع الوزارات المعنية في زمن يرجوه السوريون عموما والدمشقيون خصوصا الا يكون طويلا فالعين والأذن تنتظر رؤية وسماع تدفق مياهه لأن فيها مايعيد ذكريات جميلة يختزنها السوريون عن نهر بردى رمز دمشق الخالد كما قال الشاعر السوري سليمان العيسى عنه والذي ألّف لبردى قصائد عديدة تغنى فيها بخلوده قائلا :بردى هو الجندي المجهول وسيبقى بأي حال له، فكل حصاة فيه تقاتل لأجل إحياء البلدان الأخرى.
الإعداد مجد حيدر