بعد التهديد الصريح الذي أطلقه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على الملأ باستهداف الجنود الروس داخل محطة زابوروجيه النووية أصبحت المحطة الكهروذرية في عين العاصفة وتفجرت معها هواجس “الرعب النووي” عالمياً فيما اكتفت حكومات الدول الغربية بالتزام الصمت المطبق حيال ذلك الرعب.
فمحطة زابوروجيه التي تعد الأكبر في أوروبا باتت اليوم محط أنظار العالم لما تشكله من مصدر قلق وإرهاب لشعوب أوروبا ولا سيما بعد استهدافها عدة مرات من قبل القوات الأوكرانية تخوفاً من تكرار حدوث كارثة تشيرنوبل ثانية الأمر الذي عبر عنه نائب مدير إدارة الإعلام والمطبوعات بالخارجية الروسية إيفان نيتشايف بقوله إن قصف القوات التابعة لنظام كييف محطة زابوروجيه النووية يعتبر عملاً من أعمال الإرهاب النووي.
وجاء تصريح نيتشايف بعد إعلان فلاديمير روغوف عضو المجلس المدني العسكري لإدارة مقاطعة زابوروجيه أن منظومات الدفاع الجوي تصدت لهجوم نفذته القوات الأوكرانية على مدينة إينرغوغراد والمحطة الكهروذرية وتأكيد عزمه تقديم كل الحقائق والوثائق التي تثبت حقيقة وقوع هجمات إرهابية على محطات الطاقة الذرية من قبل القوات الأوكرانية.
وعكس تلك الهواجس مندوب روسيا لدى المنظمات الدولية في فيينا ميخائيل اوليانوف داعيا الدول الغربية الضغط على حليفها “النظام في كييف” لوقف استهداف المحطة ولا سيما أن مخاطر اشعاعاتها النووية تصل إلى خمسة آلاف كيلومتر وفقاً لموقع روسيا اليوم.
ولم يكتف أوليانوف بشرح تلك المخاطر الجسيمة لما تقوم به كييف وإنما طالب الأمم المتحدة بالتدخل لضمان سلامة المحطة باعتبار أن إعطاء الضوء الأخضر لزيارة خبراء من الوكالة الدولية للطاقة الذرية لمحطة الطاقة النووية يقع على عاتق الأمانة العامة للأمم المتحدة وفقاً لوكالة تاس الروسية.
وقال أوليانوف:”لقد عملنا عن كثب مع المنظمة في أيار وأجرينا الترتيبات للزيارة ولكن الأمانة العامة للأمم المتحدة منعت الزيارة في اللحظة الأخيرة دون توضيح الأسباب” موضحا أنه لا يمكن إرسال فريق دولي خلال استمرار القصف المدفعي و”هذه هي العقبة الرئيسة”.
ووفقا لعدة تقارير إعلامية فإن الأمم المتحدة لم تسمح حتى الآن لرئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي بالسفر إلى أوكرانيا ليس فقط لأسباب أمنية بل بسبب جدل حول خط سير الرحلة وذلك بعد مخاوف أطلقها خبراء الوكالة حذرت من إتلاف أحواض الوقود المستنفد بالمحطة أو المفاعلات بحسب موقع دبليو دي.
وحول مخاطر إتلاف أحواض الوقود المستنفد في المحطة أو المفاعلات قالت المؤرخة البيئية في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا كيت براون إن أحواض الوقود المستنفد ليست سوى أحواض كبيرة فيها قضبان من وقود اليورانيوم تكون حرارتها مرتفعة للغاية بحسب مدة بقائها هناك موضحة أنه إذا لم يتم تجديد المياه من حين لآخر فسوف تتبخر المياه وتسخن طبقة الزركونيوم وتشتعل ما سيؤدي إلى حريق من اليورانيوم المشع شبيه إلى حد بعيد بالذي حدث في تشرنوبل حيث سيطلق مجموعة كاملة من النظائر المشعة.
ووصف نائب الممثل الروسي لدى منظمة الأمن والتعاون في أوروبا اليوم مكسيم بوياكيفيتش الهجمات التي شنتها القوات المسلحة الأوكرانية على المحطة بـ “الإرهاب النووي” موضحا في اجتماع خاص لمجلس منظمة الأمن والتعاون في أوروبا أن قتل المدنيين والجنود ليس كافيا لنظام كييف لذلك قرر رفع المخاطر واحتجاز أوروبا بأكملها رهينة وضرب المحطة النووية وخلق مخاطر كارثة نووية واسعة النطاق.
وفيما أكد بوياكيفيتش أن الصمت التام لقيادة منظمة الأمن والتعاون في أوروبا حيال جرائم الحرب الشنيعة التي ارتكبها ويرتكبها نظام كييف والتي يتضاعف عددها كل يوم يشوه سمعة المنظمة رأى رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الدوما ليونيد سلوتسكي أن كل بيانات الدعم من جانب وزراء خارجية مجموعة السبع هي لا شيء سوى رعاية للإرهاب النووي.
مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا أكد في إفادة بمجلس الأمن منذ أيام أن هجمات كييف على المواقع النووية تدفع العالم إلى كارثة إشعاعية على غرار كارثة تشيرنوبل محملا رعاة كييف الغربيين كامل المسؤولية عن الكارثة النووية المحتملة في محطة زابوروجيه وفقاً لموقع روسيا اليوم.
بدوره أعرب مندوب الصين الدائم لدى الأمم المتحدة تشانغ جيون عن القلق البالغ لبلاده إزاء القصف الأخير للمحطة النووية في أوكرانيا داعيا إلى التصرف بحذر والامتناع عن أي عمل من شأنه المساس بالسلامة والأمن النوويين وعدم ادخار أي جهد لتقليل أي حوادث محتملة.
وتتضاعف تلك المخاوف بعد قيام القوات الأوكرانية أمس بتلغيم جسر في منطقة زابوروجيه لتفجيره وفقا لما أعلنه مدير إدارة شؤون الدفاع في وزارة الدفاع الروسية ميخائيل ميزينتسيف وذلك في وقت حذرت فيه المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا من أن نظام كييف “يأخذ كل أوروبا رهينة” بقصفه محطة زابوروجيه.